أما السبب الثالث والأخير فهو: تنامي القوة العسكرية في العالم الإسلامي، خاصة بعد تحرر الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، وهي تملك الأسلحة والعتاد، بل وتملك القوة النووية، ولهذا فلا غرابة أن يصرح الرئيس الأمريكي السابق بيكر تصريحاً رسمياً بعد ما زار تلك الجمهوريات وبالذات موسكو: أن من أهداف الزيارة مواجهة المد الأصولي، ومنعه من الوصول إلى تلك الجمهوريات.
ولا شك أن الحرب التي تعلن الآن على إيران -في نظري- وتصريحها هي جزء من ذلك، فالغرب يخيفه أن تمتلك إيران الأسلحة النووية لماذا؟ هل لأنه لا يضمن أن تستخدم إيران السلاح ضد دول الخليج، إذاً لهان الأمر، وكان بإمكانه أن يجعل إيران ذراعاً يهدد دول الخليج، من أجل مزيد من الولاء له، والارتماء في أحضانه، ولكن الغرب يخاف أن تتطور الأمور بصورة لا يمكن تصورها الآن، وأن تدخل المنطقة كلها في مواجهة عامة شاملة تكون إسرائيل طرفاً فيها، فإذا كان الغرب يسعى إلى إيقاف إيران عن تعزيز قوتها، فلا تظن هذا خوفاً على دول الخليج بل هو بالدرجة الأولى خوف على ربيبته وحليفته الإستراتيجية التاريخية المسماة بإسرائيل.