الأحداث مع الشيعة في المنطقة الشرقية

السؤال يقول: لقد أرهقنا وأزعجنا ما حصل للشيخ إبراهيم الدبيان وغيره من العلماء، فما هي أخباره؟ وما هو عملنا نحو هذا المنكر؟ هل صحيح ما حصل في الشرقية من تسلط أحد الشيعة على رجال الهيئة؟

صلى الله عليه وسلم نعم، كل ذلك صحيح، والخطب يطول، والذي نخشاه أن يكون العلمانيون قد رفعوا رءوسهم، ووجدوا الأرض الخصبة والجو المناسب، فأصبحت طرق الخير تضيق يوماً بعد يوم، وأصبح الدعاة يسحب منهم البساط خطوة بعد أخرى، وأصبح العلمانيون وأهل الشهوة يعلنون بباطلهم وفسادهم يوماً بعد يوم.

فهذا الشيخ إبراهيم -حفظه الله وعجل فرجه- مضى عليه الآن عشرة أيام تقريباً، وهو رهين السجن، ولا أحد يعلم عنه شيئاً، مع أننا نعلم أنه لم يأتِ ما يدعو إلى ذلك، ونعلم أن أرباب الفساد والريب والشهوة والظلم الذين يقبضون بجرائم علنية، أنهم يخرجون بالكفالة، وهذا نظام معروف شائع.

فلماذا يعامل الدعاة بمعاملة خاصة، وطلبة العلم؟! ولماذا لا يخرجون؟! ولماذا لا تحال قضايانا جميعاً إلى المحاكم الشرعية؟! لقد رضينا بشريعة الله تعالى حكماً في أمورنا كلها، دقيقها وجليلها، لا مثنوية في ذلك، فلماذا لا تحال هذه القضايا إلى المحاكم الشرعية يبت فيها أهل العلم والقضاة؟! وأعتقد أننا جميعاً نرضى بحكم الله عز وجل في أنفسنا ودمائنا وأهلينا وغير ذلك، ومن طلب الشريعة فإنما طلب حقاً، وينبغي أن يلبى، أما أن يرفض أو يعرض عن ذلك، فهذا هو الخطب الجلل: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} [النور:48-50] إنها خياراتٌ لا مخلص من أحدها، وكلها خيارات عظيمة عظيمة! إننا نعجب أن يفتح المجال للشيعة على مصراعيه، فيعقدون الاجتماعات العلنية، يحتفل مئات من الشباب منهم بزواجهم، يحضر عشرات الألوف هذه الاحتفالات، وتعلن في الجرائد، وتقدم في التلفاز، ويتحدث عنها، وبإذن رسمي، فإذا أراد أهل الخير أن يجتمع فيهم عدد قليل، قيل: لا، هذا فيه إثارة، وهذا فيه خطورة! فإذا اجتمع النصارى اجتمعوا أين؟ اجتمعوا في الميادين العامة في الظهران، في الأسواق والشوارع الرئيسية، رقص، وغناء، وموسيقى، التقى الرجال والنساء، السعوديون وغير السعوديين، المسلمون والكفار، ورأينا ذلك بأعيننا في وثائق لا تقبل الرد أو المناقشة، وترى فلذات الأكباد يعرضن أنفسهن أمام الرجال، وأمام الكفار بملابس النوم، الأرواب الشفافة التي تكشف ما وراءها.

وترى الشاب السعودي يحمل العلم الأمريكي، وترى الرجل الأمريكي يحمل العلم السعودي، وترى بابا نويل المنصر المعروف، يأتي بتمثيلية تقوم بأداء دور من أدواره على مرأى ومسمع من الجميع، وترى الإذن لأكثر من ستمائة مهندس وخبير غربي مع زوجاتهم بالاحتفال على مدى ثلاثة شهور في فنادق رئيسية شهيرة، يختلط فيها آلاف الرجال والنساء من الأمريكان وغير الأمريكان، وكل ذلك تحت سمع المجتمع وبصره وموافقته.

فإذا كانت القضية قضية المتدينين ضيقنا الخناق عليهم، فهذا خطيب يفصل، وهذا يبعد، وهذا يحاكم، وهذا يحقق معه، وهذا يطرد من البلد، وهذا يبعد عن عمله، وهناك عشرات الخطباء في المنطقة الشرقية بالذات قد أبعدوا منذ زمن بعيد، وحيل بينهم وبين المنبر، ثم تجد أن آخر ذلك مداهمة مقر حكومي رسمي، لماذا؟ لأنه مقر هيئة بالجبيل قبل يومين، ويأتي مريد الشرطة ومعه أعوانه، فيداهم ويفتش، ويصبح الآمر الناهي، ويأمر أفراده باحتجاز بعض العاملين في الهيئة، وعلى رأسهم رئيس الهيئة، ويسجن يوماً كاملاً لماذا؟! ما الجرم؟! ما الخطب؟! الجرم أن شيعياً قد اشتكاهم، وادعى أنهم آذوه، وأتى بتقرير من مستشفى هو أحد أفراده العاملين فيه، فهو يشهد لنفسه، أو يشهد له بعض أصحابه، ولنفرض أن ذلك حق، وأن الرجل ضرب، لننظر هل ضرب بباطل أم بغير باطل؟ ثم لنفرض أنه ضرب بغير باطل، وكل ذلك دون إثباته خرط القتاد! ولكن لنفرض أن الأمر وقع، ما الذي يدعو إلى هذه الأعمال الاستفزازية الموجهة إلى أهل السنة والجماعة بالذات؟ والموجهة لرجال الدعوة ورجال الصحوة على سبيل الخصوص، هل يراد أن يستثاروا بمثل هذه الأعمال؟ هل يراد أن يخرجوا عن صبرهم وطورهم؟ هل يظنون أنه ليس لهم من يحرسهم، ولا من يحميهم، ولا من يغضب لهم؟ نعم يجب أن يعلموا إنه إذا كان للشيعة دولة تغضب لهم، وللنصارى دول تحامي دونهم، أن المسلمين وأهل السنة يغضب لهم الجبار من فوق سبع سماوات.

يجب عليكم جميعاً أن تكونوا عمليين وفاعلين ومؤثرين، دعوا عنا النوم، ودعوا عنا الكلام، ودعوا عنا التمني، وانزل للميدان، وشارك بقدر ما تستطيع، شارك بالمراسلة، بالاتصال الهاتفي، بالزيارة، بالحديث، بكتابة البرقيات، بكتابة الرسائل، بالخطب، بالدروس، بالمحاضرات، بالكلمات في المساجد، وبكل ما تستطيع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015