ثانياً: اتهام الإنسان في عقله.
قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام: إنا لنراك في ضلالة، وقالوا: ساحر ومجنون ومسحور، إذاً اتهموه في عقله وتفكيره ونظره، حتى يحولوا بينه وبين الناس، ودعوا الجماهير إلى التمسك بموروثاتها، والوفاء لآبائها وأجدادها وتقاليدها، وأن الرسل والأنبياء يريدون أن يغيروا هذه الأشياء، ويحكموا على الأمم السابقة بالضلال والانحراف، ولهذا ذكر الله تعالى ما قاله قوم نوح: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً} [نوح:23-24] .
فحرضوا الجماهير بالتمسك بهذه المورثات والعادات والتقاليد والشخصيات والآباء والأجداد، وأن الرسل يريدون صرفكم عن ذلك كله.