التطعيم

تطعيم المؤمن ضد هذه الأساليب، بحيث تؤدي أساليب الأعداء إلى مردود عكسي، فتزيد الإيمان بدلاً من أنهم كانوا يريدون أن تضعفه، وتوثقه ولا يرتاب المؤمنون بسببها ولا يشكون.

مثال: قال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران:173] هذه خطة، عمل أبو سفيان وقريش على نشر إشاعة مؤداها: إن قريشاً قد حشدت حشودها للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستئصال شأفتهم، وقالوا ربما تكون هذه الإشاعة سبباً في ضعف المسلمين وترددهم، أو تراجع بعضهم وقلة يقينهم وإيمانهم، قال الله تعالى: {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:173] .

فأثمرت هذه الخطة نتيجة عكسية، المشركون ما كانوا يريدون أن يزيد الإيمان، ولا أن يزيد التوكل، ولكن الله تعالى جعل النعمة في طي النقمة.

وربما نقمٌ في طيها نعم وربما صحت الأبدان بالعلل إذاً الإرهاب النفسي والتخويف كان مقصوداً، لكن المؤمنين الواعين المتوكلين على الله تعالى، تمردوا على هذا النوع من الحرب، وجعلوه لصالحهم.

مثلٌ آخر: قال الله تعالى: {وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب:22] .

المسلم المعاصر اليوم حين يقال له -مثلاً-: سيقول الذي أشركوا عن دعاة الإسلام ورجاله وعلمائه كيت وكيت، وسوف ينشر في الصحف كذا وكذا، وسوف يقال في الإذاعة كذا وكذا، فإنه إذا رأى هذا الكلام وقرأه أو سمعه؛ فإنه لم يتأثر به بل قال: هذا مصداق ما علمنا أنهم سيقولون كذا ويقولون كذا.

إذاً كشف هذه الخطط فيها تطعيم للمسلم أن يتأثر بها، فإذا قيل له: سوف يقول أعداء الإسلام -مثلاً- عن دعاة الإسلام إنهم متطرفون.

فإذا قرأ في الجريدة: المتطرفون، قال: هذا ما كنا نُحذّره من قبل، فالذين حذرونا كانوا مصيبين وصادقين، وقد عرفوا دخيلة هؤلاء وخبيئتهم، وماذا يقولون وماذا تنطوي عليه جوانحهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015