حديث النبي الذي كان يخط والجواب على وجه الإشكال فيه

Q لقد تحدثت عن حكم الخط، وأنه في حديث معاوية بن الحكم الطويل أنه: {سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخط؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك فليعقل} فما حكم الخط في الحديث؟

صلى الله عليه وسلم لا يجوز الخط بالرمل، مثلما يفعله الرمالون والعرافون والمنجمون، لا يجوز لأنه من ادعاء علم الغيب، والله تعالى يقول: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل:65] فلا يجوز للإنسان أن يدعي علم الغيب بسبب من الأسباب أو بوسيلة من الوسائل، لا عن طريق الخط، ولا قراءة الكف، ولا قراءة الفنجان، ولا غير ذلك من الطرق التي يسلكها المشعوذون، الذين يضحكون على الناس ويأخذون أموالهم ويستخفون بعقولهم، أما الحديث فظاهره والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كان نبي من الأنبياء يخط} فيكون هذا طريقة من طرائق الوحي لذلك النبي سواء كان إدريس أو غيره، والوحي له طرق كثيرة تختلف من نبي إلى آخر، وقد ذكر الإمام ابن القيم في طرق الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها على ثمانية أضرب، منها الرؤيا الصالحة، ومنها الإلهام ومنها ومنها فيكون هذا نوعاً من الإلهام لذلك النبي، أما غير النبي فليس له شيء من ذلك.

أما قول النبي عليه السلام: {كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك} فهذا على سبيل التعجيز، كما في القرآن الكريم في مواضع كثيرة: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت:40] وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا لم تستح فاصنع ما شئت} .

ليس معناه الإذن للإنسان أن يصنع ما شاء، لكن على سبيل التعجيز وبيان أن الأمر واضح ولا إشكال فيه، فهنا قال: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك} كأن الحديث يقول للسائل: هل أنت نبي؟ سيقول السائل: كلا! فسوف يقول له: هل تعرف أنت الطريقة التي كان يخط بها ذلك النبي؟ فسوف يقول: لا! فيكون الجواب: إذن لا سبيل لك إلى ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015