Q المجموعة الثانية تدور حول الصلاة، وأصحابها يسألون: ما حكم من ينام عن صلاة الفجر، أو صلاة العصر؟ أو ما حكم من يؤخر الصلاة عن وقتها مثل من يحضر المباريات؟ هذا جزء.
والجزء الثاني يقول: إننا أربعة أشخاص في المنزل ونصلي جماعة في البيت، فما حكم هؤلاء؟
صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [النساء:103] أمر الصلاة عظيم، وهي الفيصل بين الإسلام والكفر، هي العلامة الفارقة، فنحن عندما نذهب إلى بلاد الإسلام، أو التي كانت بلاد إسلام وحكمها المستعمرون، ثم حكمها من بعدهم تلاميذهم، وقد مسخوا آثار الإسلام فيها، تذهب إلى تركيا -مثلاً- إلى أندونيسيا، ما هو الذي بقي لهم؟ حقيقة الذي بقي لهم شيء واحد: (الله أكبر الله أكبر) لا تعرف هذه البلاد ما هي إلا إذا جاء وقت الأذان ضجت بالأذان والتكبير.
فالصلاة هي الفيصل بين الإسلام والكفر وهي الفارق، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} وقال: {بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة} .
ولهذا أنا أقدم لكم نصيحة محب: لا تدعوا الصلاة في أي ظرف من الظروف، فلا يوجد ظرف من الظروف يبيح لك ترك الصلاة، سواء كان مرضاً أو مباريات، أو أي شيء، ليس هناك ظرف يبيح للإنسان ترك الصلاة، بل يجب أن يصلي الصلاة وفي وقتها.
ومن رحمة الله أن الإنسان يمكن أن يصلي في أي مكان قال النبي صلى الله عليه وسلم: {وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة صلى حيث كان} فلا يجوز للإنسان أن يؤخر الصلاة لأجل مباريات، من أجل مباريات تؤخر الصلاة! أصلاً نحن لا نسمح لك أن تذهب إلى المباريات، خاصة إذا كنت من المدمنين الذين يتابعون الدورات والأشياء والمباريات ويركض وراءها، يا أخي هذا ضياع لعمرك، ونحن لا نرضى لك بذلك.
والله يا إخواني إني كنت مسروراً جداً: عندما قرأت في جريدة الرياضية، أنهم منزعجون يقولون: إن الشباب قد أعرضوا عن المباريات، وتركوا الملاعب، وبدءوا يدرسون هذه الظاهرة، وأجروا مقابلات مع رؤساء النوادي، ما هو التحليل وما هو السبب؟ الحمد لله رب العالمين، يعلم الله أننا سررنا بهذا، ليس كرهاً للرياضة وأهلها، فإن الرياضة في أصولها الصحيحة ليس فيها شيء، لكن لأن الرياضة أصبحت الآن تهميشاً لعقليات الشباب، حيث حصروا اهتمامهم بها فقط، عشرون ألفاً يتدافعون ويتراكضون في الأسواق من أجل المباريات، وهؤلاء فلذات الأكباد، هؤلاء هم عزنا، ومجدنا، إذا ضاع هؤلاء فمن ننتظر؟! ننتظر كبار السن والعجزة!! يا أخي انفع أمتك ديناً أو دنيا، فكله نافع، أما مسألة الكرة الآن فلم تعد رياضة؛ بل بالعكس حتى من الناحية الجسمية، الذين يجلسون على المدرجات أو أمام التلفاز ماذا استفادوا؟ هل هم ربوا أجسامهم؟ هل ركضوا؟ بل هم جالسون تتكدس أعصابهم، وتشتد وتتأثر وتسترخي، وتضعف عقولهم, فهي حتى من الناحية الجسمية ضارة، حتى وصل الحال أن أصبحت الرياضة ألوهية والعياذ بالله.
قرأت في جريدة الجزيرة مقالاً عنوانه: (ضحايا الكرة!) وذكر أن واحداً في نادي الزمالك قفز في المدرج حين هدف فريقه، قفز وسقط ميتاً، وذكر تاريخاً وقصصاً ونحن نعرف أشياء من هذا.
وهذا الهدف الذي مات من أجله ما انتهت المباراة إلا وجاء هدف يقابله وانتهت المباراة بالتعادل، فما كسبنا شيئاً.
فالمقصود يا أخي أن الرياضة الآن يجب أن تعيدوا النظر فيها، وأنا ما أفرض عليكم فيها شيئاً، لكن يكفيني أن كل واحد يخصص خمس دقائق فقط يفكر: هل وضع الرياضة بالشكل هذا صحيح أو خطأ؟ من الناحية الدنيوية والدينية؟ فكيف إذن يسمح لك أن تؤخر الصلاة؟! حتى لو كنت تخوض معركة مع الكفار فلن يسمح لك، فكيف تؤخر الصلاة من أجل الكرة؟! فينبغي بل يجب على الإنسان إذا كان في البلاد أن يصلي مع الجماعة، والرسول صلى الله عليه وسلم ما أذن لـ عبد الله بن أم مكتوم، وهو رجل أعمى لا يجد من يدله إلى المسجد، ومع ذلك لم يأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم بترك الجماعة، بل قال له: {هل تسمع النداء؟ قال: نعم قال: فأجب} .
فما دمت أنك عبدلله، والله يقول لك: حي على الصلاة حي على الفلاح، فيجب أن تأتي إلى حيث الأذان وتصلي مع الناس.
أما إن نام عن الصلاة لعارض، ولم يكن عابثاً كل يوم ينام عن الصلاة، ولا يصلي إلا بعد طلوع الشمس، فهذا لا يجوز، لكن إنسان عنده ظرف معين، كأن يكون مريضاً، أو نام عن الصلاة فتأخر، ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، فهذا يصلي، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك} أما كونك تقوم الساعة السابعة وتصلي ثم تفطر وتمشي، فهذا لا يمكن ولا يجوز.
وبالنسبة للصلاة داخل البيت، لا يجوز لهم أن يصلوا داخل البيت مادام هناك مسجد داخل البلد، ولو صلوا في البيت فصلاتهم صحيحة ومجزئة، لكنهم آثمون على ترك الصلاة جماعة في المسجد.