الحرمان من المتعة الحلال

من عواقب وآثار الإشباع المحرم: أن الله تعالى يحرم الإنسان من المتعة الحلال.

فهؤلاء الناس الذواقون الذين جربوا على الأقل النظر، بغض النظر عن الوقوع في الزنى أو الفاحشة، -إذا عود الشاب نفسه على أنه دائماً وأبداً يسمر عيونه في التلفاز أو الفيديو، أو المجلات الخليعة، وينظر في النساء، فما الذي يحصل؟ النساء اللاتي يعرضن في التلفاز أو الفيديو أو المجلة، يختارون جميلات العالم، من أجل عرضهن على أنظار الشباب، وبطبيعة الحال المجلة حتى يأخذ مالك من جيبك فإنه يضع صورة جميلة على الغلاف، والفيلم من أجل أن يأخذ مالك وعقلك وأخلاقك -أيضاً- فإنه يضع فيه مناظر جميلة، ومشاهد تخدش الحياء.

فإذا عود الشاب نفسه على مثل هذا الأمر، عندما يتزوج ما الذي يحصل؟ يرى أن النساء اللاتي تعود على مشاهدتهن شيء آخر، لأنهن نساء منتقيات تحت إشراف، وتحت مراقبة معينة، وتحت اختيار ولجان وأمور، لن يحصل على مثلهن أبداً، ولو حصل -ولن يحصل بإذن الله- لكن لو حصل فستكون حياته مع إحداهن جحيماً لا يطاق، لأنها امرأة قد يستمتع بها الإنسان الغادي والرائح خمس دقائق ينظر إليها، لكن أن تكون زوجة عنده في البيت هذا لا يمكن؛ لأن الزواج مسألة والاستمتاع مسألة أخرى، فالزواج أبعد من هذا وأعظم من هذا.

المقصود أن هذا النظر الحرام فتح نفسه على هذه الأشياء، فعندما يريد الحلال يحرم من متعته.

مثلاً: افترض أنه يريد أن يخطب، وكل واحدة يذهب ليشاهدها، فإنه يقول: يا أخي لا تصلح، دخلت علي كأنها خشبة وليست إنساناً، لا أرى فيها شيئاً، لا تعجبني، فيتركها ويذهب لامرأة أخرى، فيقول: يا أخي! أعوذ بالله هذه أردأ من الأولى.

يذهب ليرى ثالثة ويقول: يا أخي لا أريد الزواج، لماذا؟ لأن قلبه انفتح، وليس عنده موازين مضبوطة، وليس عنده مقاييس، فهو ينظر إلى هذه الفتاة التي دخلت عليه، وفي ذهنه وفي عقله وفي قلبه تلك الفتاة التي شاهدها في التلفاز أو الفيديو أو في المجلة، فهو يقارن بالشكل، انظر كيف حرم من المتعة الحلال بسبب وقوعه في النظر الحرام! ويمكن أن يحرم حتى من المتعة الزوجية، التمتع بما أحل الله تعالى له من زوجه، بسبب نظره إلى الأخريات، وبسبب وقوعه فيما حرم الله تعالى، وكم من إنسان يعاني في حياته الزوجية ما يسمى بمرض العنة أو العجز الجنسي؛ بسبب وقوعه فيما حرم الله قبل ذلك، فيعاقب بعقوبة من جنس المعصية التي وقع فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015