أقول: قلب الإنسان بطبيعته فيه تشتت وتفرق، لا يمكن أن يلمه ويجمعه إلا الإقبال على الله سبحانه وتعالى فإذا أقبل العبد على الله أقبل الله تعالى عليه، وحفظ له قلبه، وجمع شمله، ووحد همه، فصار هذا الإنسان يملك من الاستقرار والانضباط والسعادة الشيء الكثير، وإذا أعرض عن الله تعالى أعرض الله تعالى عنه، حتى لا يبالي في أي أودية الدنيا هلك، فتجد هذا الإنسان ليس له قاعدة، وتجده يبحث عن السعادة في كل مكان لكن لا يحصل عليها.
فمن الأشياء المسلطة على قلب الإنسان -وهي قضية أساسية بالنسبة للشباب-: قضية الشهوة، والقضية الثانية: قضية الشبهة.
فهذان المرضان هما: اللذان يهلك بهما من يهلك من الناس، إما أن يكون هلاكه بشهوة، أي: دوافع غريزية تدفعه إلى الوقوع في الحرام، فينجر من الحرام إلى حرام آخر وهكذا.
الأمر الثاني هو الشبهة: يخطر في قلبه وفي عقله -أحياناً- تساؤلات لا يجد لها جواباً، فتجره إلى التفكير بشكل معين، وقد توقعه في نوع من الإلحاد، أو توقعه في نوع من الشك على أقل تقدير، أو وسوسة في قلبه تنغص عليه حياته.