سبب تسمية المنحرف عن الصراط بالكافر

إذاً لماذا سمى الله الذي ينحرف عن الطريق المستقيم كافراً؟ يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال.

سماه كافراً لأن الفطرة عنده موجودة، والعقل عنده موجود، والمعرفة عنده في النهاية موجودة، ولكنه يستر هذه الحقائق الموجودة بنفسه، بمعنى أنه يغالط نفسه ويضحك على نفسه، فالحق معروف لديه، وعندما تجادله توصله إلى طريق مسدود وتحرجه فعلاً، ولكنه يخادع نفسه، ويسلك الطريق المنحرف، وبعد ما يسلك الطريق المنحرف يقول: لا أريد أن أثبت للناس أنني أعرف الحق وأتركه، وأنني أسلك طريق الباطل على رغم أنني أعرف أنه خطأ، لا أريد أن يفهم الناس عني هذا، لأن هذا دليل على أنني ضعيف الهمة.

إذاً: ما الحل؟ الحل هو أن يقول الإنسان: إن هذا الطريق الذي سلكته -وهو يعرف أنه طريق خطأ- يقول: لا هذا صواب! وذاك الطريق الذي تركه -وهو يعرف في الواقع أنه طريق الحق- يقول: لا! هذا خطأ.

هذا أصل معنى كلمة الكفر، وقد تجد إنساناً يسلك طريق الخطأ، لكنه صادق مع نفسه وصريح، عندما تقول له: يا أخي! لماذا أنت على هذه الحال؟ يقول لك: يا أخي! أنا أعلم، ولا أحتاج أن تقول لي إن هذا خطأ، وأنه غير لائق مني، لكن يا أخي عسى الله أن يهديني، وعسى الله أن يأخذ بيدي، وأنا عندي ضعف همة، والسبب سوء التربية في الطفولة، وعدم وجود من يوجهني، وو إلى آخره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015