ننتقل بعد ذلك إلى إيحاء آخر من إيحاءات هذه الليلة المباركة وهذا العام الجديد، وهذا العقد الجديد من القرن الخامس عشر، وهي نظرة وداعٍ إلى السنة الماضية بل إلى العقد الماضي.
فمن نظر إلى سنة قد طواها وتعداها وتركها وراء ظهره، بل إلى عقدٍ بأكمله قد تخطاه وأصبح مجرد ذكرى تمر في خاطره فإنه يكثر من ذلك عجباً، أعطوني -بالله عليكم- ماذا بقي لنا وماذا بقي بأيدينا، لا أقول من سنة مضت أو من عقد مضى، بل من عُمُرٍ مضى، من عاش منا معاشاً ينظر ماذا بقي في يده من عمره الماضي كله، إنه ينظر فلا يرى شيئاً.