سبب نشأته

ثم حدثت حادثة في عهد عمر رضي الله عنه؛ استدعت أن يفكر المسلمون في قضية التاريخ من جديد، وهذه الحادثة اختلف الرواة في صياغتها، فمنهم من يقول: إن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه كتب إلى عمر أمير المؤمنين رضي الله عنه يقول: [[إنه يأتينا من أمير المؤمنين صكوك وكتابات، فيها أن هذا محله في شعبان، فلا ندري أي الشعبان؛ أشعبان الماضي أم شعبان الآتي؟!]] وفي بعض الروايات على العكس من ذلك، وهو أن أبا موسى الأشعري وغيره من العمال والأمراء كانوا يكتبون إلى عمر رضي الله عنه بالكتب، ويؤرخونها بالشهور، فربما تأخر وصولها في البريد؛ لأنه لم يكن الناس كما هو عهدهم اليوم، من البريد بالطائرات وغيرها، فلم يكن يعرف المسلمون البريد إلا على الخيل والإبل، فربما مكث الكتاب في البريد شهراً أو أسبوعاً، وربما مكث أطول من ذلك.

فجاء كتابٌ إلى عمر من أبي موسى رضي الله عنه، فكان عمر يقلبه ويقول: شعبان أي شعبان؟! أشعبان الماضي أم شعبان الآتي؟! ومن حينئذٍ بدأ عمر يفكر ويستشير المسلمين في قضية التاريخ، فأشار عليه الهرمزان الفارسي بالتاريخ الفارسي، وقال: إن الفرس لهم تاريخ يؤرخون به، فلو أخذتم به، فكرهه المسلمون، فأشار بعض من حضر من مسلمي اليهود بالتاريخ اليهودي، وكانوا ينسبونه إلى الإسكندر أو غيره، فقالوا: لو أخذت بالتاريخ اليهودي فكره ذلك المسلمون، ثم تشاوروا بم يأخذون؟ فاتفقوا وأجمعوا إجماعاً لا تردد فيه ولا خلاف على أن يبدأ التاريخ منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015