قال الشيخ: سلمان بن فهد العودة حفظه الله: جزاك الله خيراً على هذا البيان المفيض المفيد، وهاهنا مجموعة من الأسئلة حول هذا الموضوع، قبل أن أعرضها أو أقرأ شيئاً منها أقول: أنتم الآن سمعتم، ولسنا نريد منكم مجرد السماع، بل نريد منكم -وقد تخلى الرسميون عن المسلمين- أن تصدقوا الله -تعالى- وتروا الله -تعالى- من أنفسكم قوة، وإذا كان لنا شيء من الحق عليكم فإننا نناشدكم به بحكم أخوة الإسلام، ألا يبخل أحد منكم على المسلمين بما يستطيع قلَّ أو كثر، بما تجود به نفسه، فنحن حين نرى هذه الحرب التي تديرها دول، وإمكانيات مذهلة، وطائرات، وقنابل، ودبابات بالآلاف، وإمكانيات هائلة، والعالم كله يتفرج، والأمم المتحدة، تقول: إن التدخل غير ممكن لأسباب مادية وتكاليف وغير ذلك، نعلم أن الأصل أنه كان يجب على القوة الإسلامية، التي مكن الله لها في الأرض أن تدعم إخوانها، ولكن إن تخلى عنهم الرسميون، فإنه يجب علينا أن نبذل نحن ما نستطيع.
ولا ننسى أبداً أن المجاهدين الأفغان، استطاعوا أن يقاوموا دولة روسيا التي كانت إمبراطورية هائلة تنافس أقوى أمم الأرض آنذاك، استطاعوا أن يتغلبوا عليها ويحاربوها هذه السنين الطويلة، ليس كما يدعي الصحفيون من خلال الدعم الأمريكي، لا، ولا من خلال دعم الحكومات العربية والإسلامية، كلا، وإنما من خلال الدعم الشعبي، بل أقول: من خلال جزء من الدعم الشعبي، لأن هناك أموالاً من دعم الشعوب الإسلامية حيل بينها وبين الوصول إلى المجاهدين، فالقدر الذي وصل إلى أيدي المجاهدين الأفغان جعل الله تعالى فيه البركة فقاوم به هزيمة أقوى إمبراطورية في العالم آنذاك، وبإذن الله فإن القرش والريال الذي تدفعه أنت سينتصر به أخوك المسلم البوسنوي على قوات الصرب، وعلى غيرها، فلا تقل أين يقع هذا المال مما أريد؟ الله -تعالى- يبارك ولا حد لبركته، والله -تعالى- ينزل نصره على من يشاء.
لكن بشرط أن تكون المعركة في البوسنة والهرسك هي معركة المسلمين جميعاً وليس معركة قلة لا يملكون من السلاح إلا (1.
5%) مما يحتاجون إليه ومما يتطلبونه، فلا نسامحكم والله أبداً إلا أن تشاركوا بقد ر ما تستطيعون، وحتى من دفع بالأمس يوم جمعنا التبرعات نطالبه أن يدفع اليوم ويدفع غداً، ومن لا يملك إلا ريالاً أو عشرة ريالات فليدفعها، ومن استطاع أن يتخلى عن شيء من حاجته فليتخل عنها، ليس هذا فقط، بل نطالبكم أن تنقلوا هذه القضية إلى الشيوخ والرجال والنساء والكبار والصغار، وأن تحدثوا بها الأطفال وأن تطلبوا من كل من تتحدثون معه أن يساهم بشيء من المال لدعم إخوانكم، ونطالبكم أن تتحدثوا إلى الخطباء وإلى العلماء وإلى طلبة العلم، وإلى الدعاة أن يثيروا هذه القضية على أعواد المنابر، وفي المجالس، وفي الميادين، وفي كل مكان، أن يجمعوا التبرعات للمسلمين هناك، وأن يعلموا أنها تبرعات المقصود منها سد جوعة الجائع.