أطماع النصارى

قبل الكلام على ما حصل من مشاهدات في تلك البلاد أبدأ الحديث: ببيان أطماع النصارى في هذه الجمهورية فأقول: دأب النصارى هناك على ذكر أن البوسنة جزء من أراضيهم، وأنه لا يمكن انفصالها، وأن من فيها من المسلمين إنما هم أخلاط وفدوا إليها وينبغي أن يرحلوا منها، أو يبقوا تحت ظل وهيمنة هذه الدولة الصربية النصرانية ولا شك أن هذه دعاوى باطلة لا رصيد لها من الواقع، بل إن عند المسلمين هناك من الوثائق ما يثبت أن هذه الدولة كانت مستقلة منذ أكثر من ثمان مائة وخمسين عاماً، ولكن مع ذلك فقد اقتطع الصرب وكذلك الكروات منذ الحرب العالمية الثانية أجزاء كبيرة واستراتيجية ومهمة من هذه الجمهورية، واضطروها وحصروها في وسط هذه الجمهورية، ولم يبق لها إلا منفذ صغير على البحر لا يوجد فيها ميناء بحري، كما يزعمون.

ولكن السبب الحقيقي في هذه الأطماع: هو ما تحويه هذه الجمهورية من المواد الخام التي توجد فيها، ولا توجد في غيرها من الجمهوريات، إضافة إلى السبب الرئيسي، وهو الحقد الشديد على الإسلام وعلى المسلمين، والذي ظهر جلياً أثره في أثناء هذه الحروب المتتابعة على هذه البلاد، بعد ذلك أذكر مشاهد من داخل تلك البلاد وهذه المشاهد التي وقفنا عليها، هي على قسمين:- قسم: رأيناه بأعيننا.

وقسم: رأيناه عن طريق التصوير وتارة كان ينقل التصوير حياً على الهواء، وتارة يعرض بعد أن ينقل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015