أولها: أن المسلمين ما لقوا من هذه الحرب الضروس التي يلقونها الآن إلا لأنهم قد تمردوا واستعصوا على التهجين والتدجين والتكفير الذي يحاوله الأعداء، ولو أن المسلمين أعطوا الدنية في دينهم ورضوا أن يتخلوا عن دينهم إلى غير رجعة، لما كان بينهم وبين الكافرين من النصارى واليهود والشيوعيين مشكلة تذكر، ولعاشوا إخواناً في وطنيتهم وفي مصالحهم المشتركة، وفي تربتهم التي توحدهم، ولكن المسلمين قد أصروا على التشبث بدينهم حتى آخر قطرة من دمهم وحتى آخر نفس، ولذلك لقوا ما لقوا من الحرب التي تقول: لو أن هؤلاء المسلمين رضوا بطريق المهادنة للكفار والرضا بما يطلب منهم؛ لما لقوا هذا الأمر، هذا أولا.