أخيراً: أشير إلى الأسلوب الخامس: وهو أسلوب المواجهة الصريحة.
سواء في ذلك المواجهة العقدية، التي تتمثل في نقد الإسلام صراحةً، كما نجد كثيراً منهم يسبون الدين والعياذ بالله وما أكثر ما نجد في أجهزة الإعلام من النيل من الإسلام، أو النيل من الرسول صلى الله عليه وسلم، بل قد يتعرض بعضهم لذات الله عز وجل إما نثراً أو شعراً.
أو التعرض لبعض أحكام الإسلام وتشريعاته، بحيث يحاول أن يقتطع هذا الغصن من تلك الشجرة، ويقول: هذا ليس من الإسلام، ثم ينهال عليه.
مثلاً: يأتي إلى قضية الربا، فيحاول أن يستل هذا الحكم الشرعي الثابت، ثم يسب أولئك الذين يمنعون من الربا، أو من بعض صور الربا بحجة أنهم لا يفهمون الدين، أو قضية الحجاب، أو تحريم الغناء، أو أي قضية معينة، يأخذها ويحاول أن يفصلها من الدين، ويقول: ليست من الدين.
ثم يتكلم عنها كما يحلو له، وأحياناً قد لا يجرؤ على هذا ولا على ذاك، فينتقل إلى الخطوة الثالثة وهي: المواجهة مع شخصيات الدعاة، والنيل منهم كما أسلفت.
أما القسم الثاني من المواجهة، فهي: المواجهة المادية.
وأعني بها: الحرب المعلنة على الإسلام والمسلمين، كما كان فرعونهم الأول يقول: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف:127] وهذا قد يكون في بداية الدعوة، كما كان فرعون يقول: {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} [الشعراء:56] وقد يكون بعدما تكتمل الدعوة، وتكون قوةً مرهوبة الجانب، فيخشى منها الأعداء، فيحاولون أن يعاجلوها بالمواجهة المادية الصريحة المعلنة.
نسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شر هؤلاء الأعداء، ويبصرهم بمؤامراتهم، ويهبهم القيادة الصالحة التي تقودهم إلى التوفيق والعز والنصر والسعادة، إنه على ذلك قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.