قاعدة المصالح والمفاسد

قبل أن ننتقل من الأسلوب الأول، وهو أسلوب محاولة الاحتواء وتفريغ الدعوة من مضمونها الحقيقي، أودُّ أن أشير إلى قضية ربما تلتبس على كثيرٍ من الناس وكثيرٍ من الدعاة، وهي: إن هذا الكلام لا يمنع من تحصيل المسلم لخير الخيرين ودفعه لشر الشرين، فإن قاعدة المفاسد والمصالح في الإسلام قاعدة عظيمة، وهي تقتضي أن المسلم قد يحصل على مصلحة ولو من العدو أحياناً، فيرى أن كسبها نافع، دون أن يؤثر هذا في الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه، ودون أن يغير في وجهة الدعوة.

كما أنه يدفع المسلم إلى أن يحارب الشر ولو كان شراً جزئياً؛ لأنه يرى أنه شر عظيم، وينبغي دفعه عن مجتمع المسلمين، فنفرق بين قضية تحصيل المصالح ودفع المفاسد، وبين قضية الاستجابة لأعداء الإسلام في بعض المطالب التي يريدون من ورائها تحويل مسار الدعوة عن هدفها الحقيقي، وهو إعادة عبودية الناس لله جل وعلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015