حقيقة الحرب ضد الإسلام

وإذا كان البعض يحاولون أن يغطوا هذا الصراع -أحياناً- بألفاظ وهمية وأشياء أخرى؛ فينبغي ألَّا ننخدع عن حقيقة هذه الحرب الضارية ضد الإسلام.

أحياناً نسمع من يقول: إن الغربيين يعطون الحرية للإسلام والمسلمين في الدعوة والصلاة وغيرها، وهذا الكلام قد يكون فيه شيء من الحق ولكن أُريد به باطل، أو شيء من الحق حمل أكبر من حجمه الطبيعي، فالواقع أن أولئك القوم، قد يقبلون بنشاط إسلامي إلى مدى معين وإلى مستوى معين، لكن لا يقبلون أن يرتفع الإسلام عن هذا المستوى، بحيث يتحول الإسلام إلى خطر يهددهم ويهدد مجتمعاتهم وأديانهم.

فنحن جميعاً يجب أن نعلم ونقتنع -بمقتضى مطلق الصراع بين الحق والباطل، الذي قرره الله تعالى في كتابه، وقرره الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، بأكمل وأوضح بيان- أنهم لا يمكن أن يرضوا بذلك.

ولا مانع أن أشير إلى مثال صغير ولكنه معبر: فرنسا بدأ يغزوها الإسلام، وقبل فترة ليست بالقريبة، كتب أحد الصحفيين الفرنسيين، يشكو من الإسلام ومن تعاظم مده ويقول: كأنني أتصور ذلك اليوم الذي إذا جاء وقت الأذان، وضعت مكبرات الصوت في شوارع باريس، ولبس الناس الثياب البيضاء، فإذا أذن المؤذن أغلقت المحلات، وفرشت البسط في الشوارع، واتجه الناس إلى مكة وقالوا: الله أكبر.

ويذكر كيف أن عدداً من أصدقائه كان منهم واحد رسام، وآخر وثالث ورابع، وتحولوا إلى مسلمين، فكان الإسلام يتحرك في فرنسا بصورة جيدة، وينتشر بشكل سريع، لكن الكل سمعوا بقصة الفتيات الثلاث المحجبات، التي أصبحت قضيتهن قضية كبرى في الصحافة العالمية، وقد حصلت على قصاصات من كثير من الصحف الأوروبية والأمريكية، تتحدث عن قضية الحجاب، لأن مجموعة من الفتيات العربيات المسلمات لبسن الحجاب في المدرسة، فثارت قضية كبرى، ومنعن من دخول المدرسة، ثم لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبحت قضية صحفية، ونبش أولئك القوم التاريخ الماضي، ونبشوا قضية الحجاب في مصر، وقضية الطهطاوي وقاسم أمين وتاريخ الحجاب، ثم انتقلوا إلى قضية الخميني والخطر القادم من الإسلام، وربطوا هذا كله بوجود ثلاث فتيات يلبسن الحجاب في المدرسة.

إذاً حالوا أن يضفوا على القضية زخماً كبيراً، ويعظم الأمر ويتطور ليصبح قضية كبرى في صحافتهم، بل في مؤسساتهم الإدارية.

إذاً قضية الحرية التي تمنح للإسلام هناك، هي مجرد غطاء وهمي أو حرية إلى مستوى معين، فإذا تخطَّاها وتعداها المسلمون فسيواجهون حرباً ضارية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015