حال الشباب

أما الشباب فمنهم -لا شك- الصالحون والأخيار والفضلاء، الذين يراوحون بين صلاةٍ وذكرٍ وقراءة قرآن، وقيامٍ وتراويح، وغير ذلك من الأعمال الفاضلة الصالحة، فإن كان أولادك من هذا الصنف فلا حرج عليك إن شاء الله، لكن قد يكون بعض الأولاد من المراهقين الذين يتسكعون في الشوارع ويتجولون، ويذهبون إلى الأسواق، ويذهبون إلى مداخل الحرم، ويزاحمون الناس في أماكن كثيرة، ويضيقون على عباد الله، بل يحصل منهم أذى للناس بالقول وبالفعل، وقد يركبون السيارات، وقد يضايقون المارة، ويحصل منهم أشياء كثيرة، فتصبح ذهبت من أجل الحصول على الأجر، وتسببت في إثمٍ لنفسك ولغيرك، ولم تعهد أولادك بالتربية.

وقد يحصل أن هؤلاء الأولاد يلتقي بهم سفهاء آخرون من أهل مكة، أومن الطارئين عليها من البلاد الأخرى، فيتعارفون ويتبادلون ما بينهم من الأخلاق الضارة والعادات السيئة، فيأخذ بعضهم عن بعض، مثلاً: ارتكاب الفواحش، أو سماع الغناء، أو تعاطي المخدرات، أو صحبة الأشرار، أو التدخين على أقل تقدير، ويقع من جراء ذلك شرٌ كثير، وقد يحصل أن هؤلاء الشباب -وقد تركهم والدهم وأهملهم- يقفون طوابير عند كابينات الهاتف، فيكلمون ويتصلون ببعض البيوت، ويزعجون أهلها، وقد يحصل منهم معاكسات هاتفية، ومغازلات للنساء، وأحاديث لا ترضي الله، والأب غافلٌ عن ذلك كله لا يدري ماذا يجري.

وهذا لا يجوز، فإنه مسئولٌ عنهم، وفي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته} فهذه رعيتك ماذا صنعت بها؟ لقد تركتها ترعى في المرعى الأسن غير النظيف، وأنت غافلٌ لاهٍ، هذا لا يليق ولا يجوز.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015