وهي كثيرة جدّاً، فمن ذلك أن بعضهم يسافرون إلى العمرة ويتركون أعمالهم الواجبة، فقد يترك أحدهم عمله الوظيفي المنوط به، بل والذي تتعلق به بعض مصالح المسلمين، وهذا خطأٌ كبير؛ فإن الإنسان ينبغي أن يقدم الفرض على النفل، والله تعالى لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة.
وينبغي أن تعلم -أيها المسلم- أن قيامك بوظيفتك وخدمتك للمسلمين بنية صالحة، خاصةً إذا كُنت في مرفق يحتاجون إليك، أن هذا من الأعمال العظيمة المقربة إلى الله تعالى، وليست القضية مجرد عمل تتقاضى عليه مُرتباً، بل أنت تخدم فيه إخوانك المسلمين، وتقدم إليهم ما يحتاجون، فأنت بهذا مأجورٌ مثاب.
ولا داعي لأن تحتال على الأنظمة للخلاص منها والفرار؛ بحجة أنك تريد أن تؤدي العمرة، والعمرة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل حجة، يمكن أن تتم خلال أربع وعشرين ساعة، فخلال إجازة الخميس والجمعة -مثلاً- مع مساء الأربعاء، بل ما هو دون ذلك، تستطيع أن تذهب وتأتي بعمرة، وقد يكون معك أهلك أو والداك أو أحدهما يشاركونك في هذا الفضل.