Q بعض الناس، وبخاصة العامة، إذا أرادوا أن يمسكوا عن الأكل والشرب، يجعلون حولهم ماءً أو لبناً، معتقدين أنه من الضروري ختم السحور بشربة ماءٍ أو لبن، ويسمونه بالعامية: استعقاد، فمن شرب فإنه لا يمكن أن يأكل أو يشرب بعد هذه الشربة، فما حكم ذلك؟
صلى الله عليه وسلم هذا ليس له أصل، بل إن الإنسان يُشرع له أن يتسحر بما تيسر له من طعام أو شراب، ثم إن له أن يأكل إلى طلوع الفجر، أما كون بعضهم يعتقد أنه إذا نوى الصيام قبل الفجر بنصف ساعة، أو ثلث ساعة، أو أقل، فإنه لا يجوز أن يعود ويأكل أو يشرب فهذا خطأ، بل له أن يأكل ويشرب حتى يطلع الفجر، كما قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة:187] .
كما أن ختم السحور بشربة ماء، هذا أيضاً ليس له أصل، فإن أراد بشربة الماء أن يتمضمض لإخراج بقايا الطعام من فمه، فلا حرج في ذلك، أما إن اعتقد أن هذا شيءٌ يُتَعَبَّدُ به، فليس في ذلك أصل.