أيها الأحبة: وفي هذه الليلة بالذات، أذكركم بإخوان لكم في القارة السوداء، إفريقيا التي يكتسحها التنصير، ويحاربها ويعمل على تحويلها إلى النصرانية.
وفي هذا اليوم بالذات قرأت خبراً يقول: النصارى في الصومال يشترون الفتيات المسلمات، من سن اثنَي عشر إلى ستة عشر سنة، يشتروهُنَّ، ويُزَيِّنُوهُنَّ، ويُجَمِّلوهُنَّ، ولك أن تعرف ماذا يريدون بِهِنَّ، ليس التنصير فقط، بل تحويلهن إلى راهبات، وليس الفساد فقط، بل تحويلهن -لو استطاعوا، وأرجو أن لا يفلحوا- إلى بائعات للهوى والفساد.
فأين أنتَ يا غيور، هذه من محارمك، وكل مسلمة يجب أن تشعر أن انتهاك عرضها يسيء إليكَ، وأن العار الذي يلحق بها يلحق بك، ذُلُّهُ وحُوبُهُ وبَوارُه، فأنتَ مطالَبٌ اليوم بإنقاذ هذه المسلمة.
وذلك الطفل: الذي يتلوى جوعاً، مَن له إلاَّ الله ثم أنت، والفقراء، أكثر من سبعمائة ألف مسلم إرتيْرِي في السودان، لا يجدون الكفاف، ويبيتون في بيوت من القَش، لا تواري من حرٍ ولا برد ولا شمس، وأعداد غفيرة من المسلمين يفترشون هذه القارة المترامية الأطراف، يجدون حولهم النصراني، يدعوهم إلى النصرانية، فإن تنصروا سهل لهم المهمات كلها، وجعل الدنيا لهم ورقاً بلا شوك كما يقال.
أما المسلم، فيستصرخونه وينادونه، وهو كأنه لا يسمع، بل إنه لا يسمع فعلاً، فها أنا قد بلغتكم صوت إخوانكم، ووالله لتسألون عنهم، والله لتسألون عنهم، والله لتسألون عنهم، وإذا فَرَّطْتُم اليوم، فالدور عليكم غداً، إنهم أمانةٌ في أعناقكم، كبارهم وصغارهم، شيوخهم وشبابهم، رجالهم ونساؤهم، فقراؤهم وخائفوهم وجُهَّالُهم.
فواجب علينا أن نعلمَهم بنشر الدعوة، ونغنيَهم -بإذن الله تعالى- بالمال، والعطاء، واللباس، والكساء، والطعام، والدواء.
وواجب علينا أن نحميَهم من شر أعداء الإسلام، وأنا أدعوكم اليوم، رجالَكم ونساءَكم، أغنياءَكم ومتوسطيكم، شيوخَكم وشبابَكم، أدعوكم إلى أن تتقوا الله في أنفسكم، كما أدعوكم إلى أن تتقوا الله في إخوانكم هؤلاء، وإلى أن تنفقوا لإخوانكم في القارة السوداء، في إفريقيا، مما تجود به أنفسكم، من الزكاة، أو الصدقة، أو غير ذلك قال تعالى: ((وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) [البقرة:272] وإنما هو لكم فأكثروا أو أقِلُّوا.