Q ذكرت حفظك الله عن تخطيط الأعداء واهتمامهم بتربية شبابهم بأهداف مرسومة، ولكن ألا ترى أن المبالغة في تصوير هذا الأمر قد يؤدي إلى تعظيم صورة الكفار في أنظار الناس المسلمين، وبالتالي الإعجاب بشكل غير مباشر بهم، وهذا يؤدي إلى اليأس من مجابهتهم، والانهزام الداخلي في نفوس الشباب الملتزم، أرجو سماع رأيكم وجزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم لا شك أن المبالغة -كما ذكر السائل- في تصوير قوة الأعداء وتخطيطهم ربما تؤدي إلى الإعجاب بهم، لكن ذكرها كما ذكرتها خلال المحاضرة عرضاً ليس فيه مبالغة، بل بالعكس فيه تقليل من الواقع الذي يعيشونه، فإنهم قد بلغوا من التخطيط والقوة والدقة مستوى لا أستطيع أن أتحدث عنه، ولكن المبالغة في ذلك لا ينبغي أن تكون، يعني لا ينبغي للمتحدث أن يبالغ في عرض قوة الأعداء وإمكانياتهم، إلا أن يذكرها بقدر ما يكون هناك من حفز لهمم المؤمنين للمنافسة، وهذا موجود، حتى عند السابقين، فإن الإنسان إذا رأى ما عند أعدائه من القوة والتخطيط والكيد والمكر يغار ويغضب ويصبح عنده همة وقوة يعجزهم فيه ويسبقهم، كما قال الله عز وجل: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء:10] مع أن المؤمن يجب أن لا يهن ولا يحزن، وأن يعرف ويدرك أن المستقبل لهذا الدين، وأن الكلمة الأخيرة هي للإسلام مهما خططوا ودبروا وحاولوا، فإننا نعلم ونقطع كما أن دون غد الليلة أن المستقبل لهذا الدين، وأن للإسلام جولة قادمة منتصرة.
لكن هذه الجولة يجب أن تكون على أيدينا، أو على أيدي من نربيهم نحن بحيث يستخدمون الإمكانيات المتاحة لهم، ويعدون القوة فيغلبون الأعداء بإيمانهم وبقوتهم.