معاناة من تكرار المعاصي

Q إنني شاب أعاني من سعة الوقت، فهو طويل عليَّ، وخصوصاً إذا كنت لوحدي، فإن الشيطان يكون معي فأعمل المعاصي، ثم أتوب، وأعمل المعاصي ثم أتوب، وهكذا، أرجو نصيحتي والرد على سؤالي، وجزاكم الله خيراً.

صلى الله عليه وسلم عليك أن تحرص على ألا تكون لوحدك إلا بقدر الحاجة، بل اجعل نفسك في وسط قوم صالحين، أو مع أهلك أو في عملك، واحذر من الفراغ؛ لأن الشيطان يتسلل على الشاب في الفراغ خاصة في فتن الشهوات، فإذا جلس الشاب فارغاً لا شغل له؛ عرض له صوراً جميلة، وأشكالاً حسنة تثير غريزته وشهوته، ثم مناه ثم حركه، ثم دفعه، وهكذا ربما وقع الشاب في معصية أو شهوة فيندم حال وقوعها ويتوب، ثم إذا خلا مرة أخرى وقع وهكذا.

فليحرص الإنسان على ألا يخلو بنفسه، وإن خلا بنفسه ثم وجد أن الشيطان بدأ يتسلل إليه فعليه أن يقوم، ولا يجلس، ويذهب في زيارة صديق، أو القيام بعمل طيب، أو للمشاركة في أمور خيرة: زيارة مكتبة، أو في أمور مباحة حتى لو ذهب للرياضة أو ما أشبه ذلك من الأمور المباحة خير له من أن يجلس على انفراد؛ إذا شعر بأن الشيطان يتسلل إليه، هذا مع أن الإنسان بقدر الإمكان يحرص على أن يحصن قلبه من الشيطان، فإن أخطر ما يكون الشيطان إذا تسلل إلى قلبك، يبدأ بك أولاً بشهوة يحركها، وبعد فترة تصبح هذه الشهوة إذا ما ثارت يسعى الإنسان بنفسه لإثارتها وتحصيلها، ثم يسعى للحصول عليها، ولو كلفه ذلك جهداً كبيراً.

فالأمور كلها والعياذ بالله كما قال بعض السلف: سلسلة العيوب، كل عيب يجر إلى ما وراءه، حتى يقع الإنسان ضحية كيد الشيطان وهو لا يدري، ثم إن على الشاب أن يحرص على تحصين نفسه بالزواج، فهو البديل الشرعي، فإن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015