كثيرون يفكرون -مثلاً- في الإجازة بالسفر إلى الخارج، وبالذات كثير من الشباب يخططون لقضاء إجازتهم في بؤر الفساد والرذيلة، في بلاد قريبة يستطيعون أن يصلوها عن طريق سياراتهم وخلال مدة وجيزة، أو في بلاد بعيدة لم يكونوا بالغيها إلا بالطائرات.
ولا حاجة إلى ذكر الأسماء، وهناك يقع كثير من الشباب في الفساد الأخلاقي، في بؤر الرذيلة، والانحلال، ومعاقرة الداعرات، والعاهرات، والفاجرات، حيث الهربز والإيدز والأمراض الجديدة التي لم تسمعوا بها بعد، حيث الخمور والمخدرات التي تفتك بهم، ويقعون ضحاياها، حتى أنه حدثني أحد الشباب أن هناك عصابات في تلك البلاد يضعون في أجهزة التكييف مادة معينة إذا استنشقها الشاب أصبح مدمناً وأصبح يبحث عن المخدر في كل مكان.
حتى لو كان تاجراً، أو لم يكن في نيته أن يتعاطى المخدر، فإنه مع كثرة استنشاق الهواء الذي وضع في هذه المواد، يصبح مدمناً يبحث عن المخدر في كل مكان.
وقد حدثني بعض الشباب الذين يعيشون هناك عن ضحايا كثيرة، وأمور محزنة، حدثوني عن شيخ قد جاوز عمره الستين سنة، وقد جاء من هذه البلاد إلى هناك ليتعاطى الخمور ويقع في أحضان المومسات، -عافاني الله وإياكم- قال: فشرب في اليوم الأول ست زجاجات من الخمر، وشرب في اليوم الثاني أكثر من ذلك، وشرب في اليوم الثالث اثنتي عشرة زجاجة، فشعر بثقل وذهب ليتقيأ في دورة المياه فسقط ومات هناك، وبعد طول وقت وجدوه ميتاً، ورأسه في دورة المياه -عافاني الله وإياكم من ذلك.
نهاية بئيسة! والويل كل الويل للذين يتسببون في إلقاء كبار السن في ذلك فضلاً عن الشباب، إذا كانت الدعاية ووسائل الهدم والتخريب، وأساليب الإثارة والجاذبية قد أثرت حتى في كبار السن، فما بالكم بالشاب الذي يشتعل جسمه قوة وحيوية وشباباً؟! إنهم يذهبون بحجة السياحة، ويقعون في مثل هذه الأشياء، ووراء ذلك كله أعيد ما ذكرته لكم قبل قليل؛ إن هناك أجهزة المخابرات العالمية تخطط لاقتناص كثير من الشباب، وتجندهم ليكونوا مخبرين وعملاء لها، خاصة في ظل الحاجة المادية؛ لأن كثيراً من الشباب يعانون من الحاجة المادية، يعانون من قلة ما في اليد، وهو مواجهة الشاب بلا وظيفة فترة طويلة، وربما لم يستطع أن يستمر على تلك الأسفار التي أدمنها واعتاد عليها، وحينئذ ما أسهل أن يصطاد هذا الشاب، ويجند ليكون وسيلة هدم، ليكون معول هدم لدينه وأمته وبلده وأسرته ونفسه.
ولذلك فإن المسئولية علينا -أيها الإخوة- جميعاً أفراداً ومؤسسات وأجهزة وحكومات أن نقف ضد هذا العبث الذي يدمر شبابنا، أما إني لا أقول: إن كل من يسافر يسافر لهذا الغرض، الواقع أن هناك من يسافر لأغراض أخرى صحيحة، وهم كثير وسأتحدث عن ذلك بعد قليل، لكنني الآن أتحدث عن عيّنة أو نموذج من الشباب، وكيف يفكرون في قضاء الإجازة.