مخططات النصارى

فمن جهة: فإن الأعداء يخططون ليس للإجازات فقط، بل يخططون لإتلاف وتدمير شبابنا، ومن ضمن تخطيطهم استغلال الإجازات في مزيد من التدمير للعنصر الشبابي في هذه الأمة.

فمثلاً: نجد أنهم يخططون للحفلات التي يستقبلون فيها الشباب، لتدمير أخلاقهم ودينهم، ونشر المخدرات والفساد فيما بينهم، وقد تجد من صحفنا ومجلاتنا ونشراتنا من يساعدهم في ذلك، وقد اطلعت على إحدى صحفنا المحلية وقد نشرت إعلاناً بالخط العريض عن حفلة سوف تقام في إحدى الدول المجاورة، وأن الحفلة حفلة مختلطة بين قوسين: للعائلات، يعني يدخلها الشباب والفتيات، الرجال والنساء على حد سواء.

وكلكم يعرف أنه ليس هناك شيء يعرف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تلك البلاد، لتنظم الأمر، أو تمنع أو تعزل، فالقضية مفتوحة على مصراعيها، فإذا كانت حفلة للعائلات لكل واحد منا أن يتصور ماذا سيجري؟ هم يخططون ويسهلون، وما عليك سوى أن تتصل بالهاتف، لتحجز وأن تسافر مع تخفيض للتذاكر، ومع خدمات متوفرة في أماكن مختلفة.

يخططون لإقامة المخيمات التي تستقبل شبابنا، بحجة أنها تدرب الشباب، تدربهم على العمالة، والمهارات، واللغة الإنجليزية، ودروس التقوية، تستقبل الطلاب الراسبين بصور شتى، وحقيقتها أنها تريد أن تستغل هذا الشاب لتوفر له جواً من الفساد والانحلال بعيداً عن رقابة الأبوين، بعيداً عن رقابة المجتمع، بعيداً عن المؤثرات الطيبة الموجودة في المجتمع.

المجتمع هنا مهما كان فإنها توجد فيه مؤثرات طيبة، وإذا وجد جهاز يدمر فإن هناك أجهزة أخرى تبني، لكن هناك يتفردون بالشاب حتى يستطيعوا أن يحشوا وقته وعقله وفكره ولبه بأشياء سيئة، ولا يوجد ما ينافسهم في ذلك.

فهم يستغلون الإجازات في برامج التلبية والتخدير، التي تدمر عقول الشباب، وتهمش اهتماماتهم، أي أنها تجعل اهتماماتهم هامشية لا تتعدى الكرة، وأي فريق يفوز، وحضور المباريات، والمنافسة فيها، ولا تكاد تجاوز ذلك إلا شيئاً قليلاً.

الأعداء يخططون حتى إن أجهزة التنصير التي تدعو إلى الديانة النصرانية وتقوم عليها الفاتيكان، وهي أغنى دولة في العالم، وتبذل الآن أموال طائلة لإدخال نصارى جدد من أولاد المسلمين، يستغلون حتى المباريات الرياضية لنشر الدعايات، ونشر الوسائل المختلفة التي تدعو إلى الديانة النصرانية، أو على الأقل تربط الشباب بمؤسسات تنصيرية، حتى المباريات الرياضية يستغلون هذا الجمع الغفير بالدعوة إلى الديانة النصرانية، ونشر بعض الأوراق والكتب والنشرات والبرامج التي تدعو إلى دينهم.

بل أدهى من ذلك وأمر أنهم يستغلون صناديق البريد لمراسلة الشباب، وقد رأيت صوراً مما يبعثون به إلى بعض الشباب، حيث يدعونهم إلى ممارسة الحرية، والاشتراك في الأندية، ومؤسسات وأجهزة موجودة في بلادهم، تمنح الشاب حق الفساد والانحلال وتوصل إليه الصور الخليعة، والأفلام المنحلة، والأشرطة السيئة، وتمكنه من ممارسة الرذيلة بكل وسيلة.

فضلاً عن تلك المجلات التي تخصص زوايا وصفحات خاصة لما يسمونه بالتعارف، وضمن التعارف، تنشر صور فتيات، وأسماء فتيات في أنحاء بلاد العالم الإسلامي، وتجد كثيراً من الشباب -مع الأسف- بسذاجة وبلاهة يراسلون ويكتبون ويقيمون علاقات، وقد يكون كثير من هذه البؤر وهذه الفتيات وهذه المؤسسات هي مصايد لاصطياد الشباب وتجنيدهم ليكونوا جواسيس، أو إيقاعهم في شباك المخدرات، أو استغلالهم ليسيئوا إلى بلادهم وأوطانهم قبل أن يسيئوا إلى دينهم وأنفسهم.

لكن كثيراً من شبابنا فيهم بلاهة وسذاجة وغفلة، ويظنون القضية مجرد ترفيه، كأس، وخمرة، وامرأة وأغنية وسيجارة، ويظنون أن الأمر يتوقف عند هذا الحد، ولا يدركون ماذا وراء الأكمة؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015