أيها الإخوة وقتنا انتهى أو كاد، ولكن بين أيدينا ضيف عزيز، وداعية كبير، وأخ كريم، نحمل له جميعاً الود، وتتلهف آذاننا إلى سماع كلماته النيرة.
فأدفع المنبر لفضيلة الدكتور سعيد بن مبارك آل زعير، ليشنف أسماعنا بما يفتح الله تعالى عليه، على أن موعدنا معه غداً، وهو موعدٌ إن شاء الله تعالى قريب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد: فنحمد الله الذي هدانا للإسلام، ونسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلى أن يثبتنا عليه، وأن يرد كيد الكائدين للإسلام وأهله في نحورهم.
أما ما طلب فضيلة الشيخ سلمان، فهو أمر أستجيب له، وإن كان الموضوع -موضوع التنصير- كما أشار موضوعاً طويلاً، ووعد باستكماله في الأسابيع القادمة، ولكن مشاركة أذكر نقطاً قليلة لما مر: أولاً: ينبغي أن نعلم، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب} ولا شك أن النصارى من أهل العبادات التي صاحبها هو الشيطان، وهذا اليقين أن الشيطان لن يعبد لا يعني أن نتكئ وننام، إن التحريش الذي ورد في نفس الحديث يفرح به النصارى اليوم، والتحريش قد يكون بين شخص وشخص، وقد يصل إلى حرب ضروس -كما مر معكم في العامين الماضيين- وهذا من كيد الشيطان الذي يرضيه.
ونعلم أن النصارى نجحوا في تنصيرهم لأعداد من المسلمين، ولا أقول: أعداد من العوام والجهلة، ومن يدخلون في النصرانية طمعاً في الخبز، أو في الدواء، ولكن أضرب مثالاً: في عام (1386هـ) بعد أن أقام اليهود دولتهم في فلسطين انتقل عدد كبير من المسلمين في تلك البلاد؛ وانتقلوا في بقاع الدنيا، وهربوا من ضغط اليهود ومن تخاذل المسلمين، ووصلت جاليتهم إلى مختلف بقاع الأرض، منهم في أمريكا الشمالية، ومنهم في أمريكا الجنوبية، ومنهم في أوروبا.
وأذكر أنني رأيت مركزاً إسلامياً أنشأ في تلك السنة في واشنطن، أنشأه جماعة من المسلمين من أبرزهم رجل من أهل فلسطين مهندس انتقل إلى ذلك البلد، أنشأ المركز الإسلامي للدعوة إلى الله، وهو من الدعاة، ومن الحريصين على دينه، وبعد سنوات ليست طويلة انتقل أولاد هذا الداعية إلى النصرانية، فهذا داعية وصاحب مركز إسلامي ومسجد، واستطاع النصارى أن يحولوا أبناءه!! ورأيت مدير المركز الإسلامي في واشنطن وقال لي: من المضحكات المبكيات أن بعض أبناء صاحب هذا المركز النصارى يأتون إلينا يدفعون تبرعات للمركز الإسلامي، ويقولون: لأنه مركز أنشأه والدنا، نصارى تحولوا عن الدين ولم يبق معهم إلا العرقية لأبيهم.
وأيضاً- رجل ممن انتقلوا إلى تلك البلاد من الدعاة، اجتهد النصارى حتى حولوا أولاده إلى النصرانية، لا أقول: إلى التسيب، وإنما إلى النصرانية، وانتقلوا إلى عدد من الكنائس المختلفة ولم ينتقلوا إلى كنيسة واحدة، وعندما توفي ذلك الداعية وقعت بين أبنائه فتنة، -أبناؤه النصارى أصابتهم فتنة- أتدرون ما هي؟ خلاف حول طريقة دفن والدهم، فكل منهم يقول: ادفنوه على طريقة الكنيسة التي اتبعوها، داعية مسلم يختلف فيه النصارى في طريقة دفنه.
وثالث: في تلك البلاد كتب في وصيته، وقد خلف بنيات، قال: أوصي أن تدفن بناتي على الطريقة الإسلامية، يوصي أن تدفن بناته على الطريقة الإسلامية، أما قبل ذاك فليس لهن من الإسلام شيء.
هذا هو مكر النصارى الذي تحقق، ولكن عندما قلنا: إن جزيرة العرب لن يعبد فيها الشيطان، هل النصارى تركوا جزيرة العرب؟! في الحقيقة لا.
إن في جزيرة العرب -اليوم- نصارى، لا أقول: قدموا للعمل، وإنما نصارى يحملون الجنسية العربية في جزيرة العرب، ففي الكويت نصارى لهم كنائسهم.
وقد ذكر الشيخ قبل قليل في تقرير أحد النصارى أنه لا يرفع في الكويت إلا الصليب الأحمر، -الصليب الأحمر مرفوع في الكويت- وفي غير الكويت من كل بلادنا، ولكن في الكويت صلبان لمستشفيات، ولمدارس، ولإرساليات، وصلبان بيضاء، وصلبان زرقاء، ومن الألوان الأخرى؛ بل وفي معظم دول الخليج كنائس، وأفرادها من أبناء الجزيرة.
ورأيت بعيني في دولة من دول الخليج، وفي أحد فنادقها الدليل السياحي يذكر أن من معالم المدينة بإمكانك أن تزور كذا وكذا وكذا، وفيها من المعالم الكنيسة الفلانية، والكنيسة الفلانية، والكنيسة الفلانية في الجزيرة العربية.
وكما مر في كلام الشيخ أن جزيرة العرب من البلاد المغلقة، أو بالأحرى المملكة العربية السعودية مغلقة، أي: ليس هناك سهولة في النشاط التنصيري بها، فهي مغلقة بألا يسمح بإقامة الكنائس، ولكن هل النصارى ينشطون؟ نعم، ولهم نشاط متعدد وخطير، ومنه أنواع شتى أذكر منها: السفارات -سفارات النصارى-: توزع الدعوات إلى أبناء المسلمين، ولا تذهب إلى الفقراء والمساكين؛ بل تذهب إلى أساتذة الجامعات وإلى علية القوم يدعون للزيارة، وَنَفَسُ النصارى الطويل لا يدعو إلى النصرانية في أول يوم