ونختم بهذه القصيدة، التي تستثير مشاعر المسلمين للشيخ محمد بن الشيخ الشنقيطي من شعراء القرن الثاني عشر الهجري، وهو زعيم الدعوة إلى الجهاد، وقد أطلق صيحته هذه قبل دخول النصارى إلى الشواطئ الموريتانية.
أسارى لوعة وأسى ننادي وما يغني البكاء عن الأسارى ولو في المسلمين اليوم حر يفك الأسر أو يحمي الذمارا لفكوا دينهم وحموه لما أراد الكافرون له الصغارا حماة الدين، إن الدين صارا أسيراً للصوص وللنصارى فإن بادرتموه تداركوه وإن لا يسبق السيف البدارا بأن تستنصروا مولىً نصيراً لمن والى ومن طلب انتصارا وروم عاينوا في الدين ضعفاً تراموا كلما راموا اختبارا فإن أنتم سعيتم وابتدرتم برغم منهم ازدجروا ازدجارا وإن أنتم تكاسلتم وخبتم برغم منكم ابتدروا ابتدارا فألفوكم كما يبغون فوضى حيارى لا انتداب ولا ائتمارا فيا للمسلمين لما دهاكم إلى كم لا تردون الحوارا أجيبوا داعي المولى تعالى أو اعتذروا ولن تجدوا اعتذارا أجيبوه بدنياكم تعزوا وتدخروا من الأجر ادخارا وهذا ما أشرت به عليكم وإن لم تجعلوني مستشارا فإن أنتم توليتم فحسبي وجاري الله نعم الله جارا ومن يك جاره المولى تعالى كفاه فلن يضام ولن يضارا وربي شاهد وكفى شهيداً به إني دعوتكم جهارا وكم من ناصح قبلي دعاكم جهاراً بعدما يدعو سرارا وفي كل حين يدعو لم يزدكم دوام دعائه إلا فرارا