الحذر من التشاؤم واليأس من الإصلاح

ثالثاً: علينا أن نحذر من التشاؤم واليأس من الإصلاح في ظل الظروف التي نعيشها الآن، لنعطي أنفسنا فرصةً بأن نفرح بفضل الله تعالى وبرحمته وبمستقبلٍ منشود وبألوانٍ من الخير، وإن أصابنا همٌ وغمٌ وكآبة من جراء ما نرى ونشهد من التفوق العدواني والتسلط على البلاد الإسلامية.

إن الإمكانية في الإصلاح قائمةٌ الآن، وهي موجودة في أيدينا ووفق رؤيتنا، وإذا كنت قبل قليل ذكرت لكم أن التقرير الاستراتيجي الأمريكي يقول: إن هذه الأزمة التي حصلت هي فرصة سانحة لنا للتغيير واستدراك ألوانٍ من الخلل الموجود لدينا، فعلينا نحن أن نطلق الشعار ذاته، فإنه شعارٌ قرآني: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} [الشرح:5-6] يسر من عند الله عز وجل، لا شأن للبشر فيه، لكن ثمة يسرٌ آخر يصنعه الناس، يستخدم فيه الناس قدراتهم وإمكانياتهم وطاقاتهم وما أعطاهم الله عز وجل، لتحويل هذا العسر إلى يسرٍ، ولهذا قال الله عز وجل: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:7-8] ، ارغب في العبادة ارغب في السؤال ارغب في الاستعانة بقوته عز وجل ارغب في استخدام ما أقدرك الله عليه.

العالم الإسلامي اليوم يملك قواتٍ لا يستهان بها في العديد البشري في الموقع الجغرافي في الثروات الهائلة الموجودة فيه في موقعه أيضاً فيما يتعلق بالجو في إمكانيات كثيرة وكبيرة يمكن أن يراهن عليها متى ما وجدت إرادة التغيير في العالم الإسلامي.

إذاً: بإمكاننا أن نصنع الإصلاح وفق رؤيتنا الإسلامية الخاصة متى ما وجدت الإرادة لدينا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015