ثامنا: ً من الوسائل: المراسلات.
وهي من أخطر وأنجح الوسائل؛ لسهولتها، ووصولها في الغالب، وإمكانية تداولها.
وأنا أعجب من البريد في العالم العربي الذي يلاحق رسائل الخير والدعوة إلى الإسلام، والرسائل الموجهة إلى العلماء والدعاة، ويصادرها أحياناً، ويكشفها أحياناً أخرى، وتفوت منه القليل، أما رسائل النصارى فتأتي ليست على استحياء، رأيت بعيني طرداً بريدياً ضخماً في داخله نسخ من الإنجيل، وأوراق ومجلات وأشياء كثيرة مبعوثة من النصارى إلى مواطن عربي في بلد ما.
الإذاعات التنصيرية لها برامج للتعليم بالمراسلات، وهي برامج مجانية، وهي تعقد الصداقات، وتوصل الكتب والمجلات والأشرطة مجاناً إلى من يريد، وكل ما يهمهم هو الحصول على عنوانك، ثم بعد ذلك نم فسوف يأتيك كل شيء.
مثال: جمعية طريقة الحياة في لبنان، وهي جمعية للتنصير بالمراسلة، وترسل كتباً وكتيباتٍ، وأشرطة وغير ذلك؛ بل وتمنح شهادات للخريجين، وعندي نماذج من الأسئلة، ونماذج من الاختبار، ونماذج من هذه الشهادات؛ بل حتى ترسل لمن لم يطلب بمجرد التعرف على عنوانه، وقد اكتشفت أن مجلة الوطن العربي، وهي وكر من أوكار النصارى في فرنسا، ومع الأسف أنها عميلة لبعض الأنظمة العربية -أيضاً-، واتخذت هذا ذريعة لضرب الإسلام والمسلمين، والنيل من الدعاة بطريقة مهينة، لكن هذه المجلة تنصيرية، وعندها ركن للتعارف، ويبدو أن هناك تعاوناً بينها وبين المنظمات التنصيرية، فهي ترسل ركن تعارف إلى تلك المنظمات؛ وتقوم بمراسلة الشباب والفتيات الذين يعلنون وينشرون أسماءهم وعناوينهم هناك.
كذلك هناك المسابقات الثقافية التي تعد على كتب، أو من خلال الإذاعة، أو من خلال بعض البرامج، ويؤخذ لها جوائز ضخمة، وتكون وسيلة للاتصال بين المؤسسات التنصيرية وبين القراء.
وكذلك بعض السفارات تقوم بالعمل نفسه، وعندي نماذج من طرود تبعث بها السفارات، وترسلها إلى مواطنين في كل مكان بحجة الدعوة إلى الترفيه، أو السياحة، أو التعريف ببلد ما، وهي تحمل في داخلها دعوة إلى التنصير.
بعض المنصرين يكتب لك ويقول: إذا لم يصلك خلال عشرين يوماً فأرجو إشعارنا لنقوم ببعث طرد آخر؛ علماً أننا سوف نرد حالاً على جميع رسائلك.
في أحد المرات طلب منهم أحد المسلمين كتاب الإنجيل، -أو ما يسمى بالإنجيل وليس هو الكتاب الذي أنزله الله على نبيه عيسى، وهذا أمر معروف لدى كل مسلم- فقالوا: أما بالنسبة لهذا الكتاب فسوف نرسله لك من داخل بلدك لنضمن وصوله؛ لأنه بلد محافظ، وبلد مغلق، ويخشون أن يكتشفه رقيب البريد، فقالوا: سوف نرسل لك الإنجيل من داخل البلد حتى نضمن وصوله إليك.