الوسيلة العاشرة: العناية بالطلاب والشباب من خلال إقامة المدارس لهم، وسبق ذكر رقمها، أو المنح الدراسية المجانية التي تقدمها الكنيسة لمن يحتاجون من أولاد المسلمين، وينتخبون منهم الأذكياء ويقيمونهم في بلادهم؛ بل حتى في بلاد المسلمين.
وأذكر لكم نكتة، أو طرفة، في شركة كبرى تنقب عن الزيت في بلد ما، كانت هذه الشركة تحتوي الشباب وتدربهم، ثم ينتخب المنصرون -الذين كانوا يأتون باسم خبراء- بعض هؤلاء الشباب لتدريبهم على النصرانية، أو التأثير عليهم، فإذا أعجبوا بالشاب كانوا في وقت الظهيرة يحضرون له الماء البارد ويقولون له: اشرب، ثم إذا شرب سكبوا بقية الماء على الأرض وزملاؤه ينظرون ويتمنون أن يشربوا، ولكن هيهات؛ لأن هذه خصيصة لهذا الشاب حتى يشعر بأنه مختص، أما أولئك المسخرون والعملة فإنه يوضع على ظهورهم أوراق ملصقة يكتب عليها المدير التعليمات، ويقول له: اذهب إلى فلان، فيذهب إلى فلان فيلقيه ظهره فيقرأ المعلومات ثم يمسحها، ويكتب الجواب على هذه التعليمات ليذهب إلى الأول وهكذا وهذا كان موجوداً.
-إذاً- هم يهتمون بالأذكياء، وينتقونهم، ويختارونهم، ويخصونهم؛ ولذلك يواجه الطلاب المسلمون في الغرب قصص كثيرة من الدعوة إلى النصرانية، سواء عبر الهاتف، أو المراسلة، أو الصداقة، أو حتى بمجرد المقابلة، وعندي قصص كتبوها لي في أوراق من هذا الجنس يتعجب الإنسان منه.
هم يصطادون -أيضاً- السواح من المسلمين، وفي عدد قديم من جريدة المسلمون، تحقيق يقول: إن عشرات المنصرين في حديقة الهيدبرك في لندن يدعون العرب خصيصاً إلى النصرانية، وصوروا واحداً منهم وصدره مكتوب عليه (المسيح ابن الله) {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً} [الإسراء:43] {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:1-4]