التبشير النصراني اسم يخالف الواقع

الذين يبشرون بالخيرات، ويبشرون بالسلام هم حملة الدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:10] .

يزعمون أن عيسى عليه الصلاة والسلام قال لهم وعلمهم: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ منك الرداء فأعطه القميص".

ولكن رأينا أن هؤلاء الذين يتشبثون بعيسى ابن مريم يمارسون ألوان الوحشية باسم السلام، ويمارسون ألوان الحرب باسم التبشير، ورأيناهم ينشرون السلام كما ينشر المطر بإذن ربه الخضرة والنماء، رأيناهم ينشرون السلام في فيتنام حيث الجثث والجماجم والأشلاء، ورأيناهم ينشرون السلام في حربين عالميتين خلال أقل من نصف قرن أتت على الأخضر واليابس، والحرث والنسل، ولا زالت آثارها إلى اليوم ماثلة للعيان، ورأيناهم ينشرون السلام خلال تينك الحربين في اليابان في هيروشيما وناجازاكي، ورأيناهم ينشرون السلام في لبنان الذي لم يكد يبقى فيه حجر على حجر.

ورأيناهم ينشرون السلام اليوم في يوغسلافيا؛ حيث العبرات تقطع قلوب الأطفال والشيوخ والنساء والأرامل، وحيث ألوان الاعتداءات الوحشية التي يعجب الإنسان كيف استطاع بشر أن يجرؤ عليها!، وكيف يتحملها ضمير إلا أن يكون ضمير الشيطان وأوليائه، ورأيناهم ينشرون السلام قريباً منا هنا في العراق؛ فلم يرحموا أنات الثكالى، واليتامى، والفقراء، والجياع، والعطاش، وتحالفوا مع الشيطان الآخر حزب البعث العلماني في إحكام القبضة على هذا الشعب المسلم؛ فلا ماء، ولا قوت، ولا طعام، ولا إغاثة، ولا غذاء، ولا علاج، باسم الحصار الاقتصادي.

هذا هو السلام الذي ينادون به.

هذا السلام الذي نادت معابدكم أم تلك مجزرة يخزى لها البشر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015