المشكلة الثالثة: صعوبة التأثير على كبار السن، فكثيرًا ما تشتكي الفتيات من امرأة كبيرة السن، وقد تكون أمها أو أم زوجها أو خالتها أو قريبتها، وأن هؤلاء النسوة لا يقبلن التوجيه، وإذا قيل لهن شيء؛ قالت: أنتم كل شيء عندكم حرام! أنتم دينكم جديد! أنتم كذا، أنتم كذا… وتشتكي كثيرٌ من النساء من مثل هذا.
فأقول: ينبغي أن يراعى هذا بالنسبة للنِّساء الكبيرات في السن بأمور: منها أن تتلطف المرأة في الدعوة؛ ومنها أنها إذا رأتهن على منكر فمن الممكن أن تصرفهن عنه أولاً، فإذا رأت غيبة فتحاول أن تطرح موضوعاً آخر بعيداً عنه، فإذا انشغلت النساء بهذا الموضوع الجديد عن موضوع الغيبة، بحثت الفتاة يوماً من الأيام عن كتاب يكون فيه كلمة لأحد العلماء المعروفين-كسماحة الشيخ ابن باز مثلاً أو غيره- فيه تحذير من الغيبة، أو من النميمة، أو بيان الحكم الشرعي الذي أخطأت فيه المرأة، ثم تأتي المرأة وتقول: أريد أن أقرأ عليكن فتوى للشيخ ابن باز يقول: بسم الله الرحمن الرحمن، وتقرأ، فحينئذ لا تملك المرأة -الأم الكبيرة- أن تقول: هذا دينٌ جديد، أو أنتم كل شيءٍ غيرتموه؛ بل تقول: سبحان الله! سبحان الله! العلم بحر! وتقبل هذا الكلام؛ لأنها عرفت أن هذا الرجل له ثقله، وله قدره، وله وزنه.
ومن الحلول: مراعاة الحاجة إلى أسلوب ملائم في الدعوة يتميز بالمرح والمؤانسة وتطييب قلوب وخواطر الآخرين وتقديم النصيحة لهم في قالبٍ من الود والمحبة، ويمكن أن يأتي هنا دور الهدية؛ فإنها تَسُلُّ السخيمة كما جاء في حديث، وإن كان لا يصح.