الصفة الرابعة: الاهتمام بالمظهر

ومن الصفات التي ينبغي أن تتحلَّى بها الأخت الداعية أيضًا- وأقوله تعقيباً وعطفاً على ما سبق- هو أن يكون عندها قدرٌ من اهتمامها بمظهرها.

وأقول هذا؛ لأنه قد يظن بعض الناس أنني أدعو المرأة المتدينة الداعية إلى أن تكون متبذلة، بعيدةً عن الاهتمام بمظهرها كلا! فالمظهر هو البوابة الرئيسة التي لابد من عبورها إلى قلوبِ الأخريات.

ومن الطَبَعي أن تتحلى المرأة، أو تبحث عن الثوب الجميل، وقد قال الله تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف:18] فكون الفتاةِ تنشأُ منذ طفولتها في الحليةِ هذا أمرٌ طبعيٌ لا تلام عليه.

ومن الطبعي: أن تهتم المرأة بتسريح شعرها مثلاً، وأن تعتني بمظهرها، والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى الرجل بذلك، ولما جاءه رجل أشعث الرأس أمره بأن يسرح شعره ويدهنه، ولما جاء بعد ذلك قال: {هذا خير من أن يأتي أحدكم أشعث الرأس كأنه شيطان} فالمرأة مع بنات جنسها من باب أولى.

ونحن بطبيعة الحال لا نقبل أبدًا أن تتبرج المرأة المسلمة بزينة، ولا أن تتطيب لخروجها من بيتها، لكن هذا لا يعني بحالٍ التبذل، أو أن تذهب إلى المجتمعات النسائية في أثواب مهنتها، خاصة حين تكون داعية يشار إليها بالبنان.

وإنني أقول لكم أيها الإخوة ولكنَّ أيتها الأخوات عن تجربةٍ وصلت إلي من عددٍ من الأطراف: كثيرٌ من الفتيات اليوم يعرضن عن الدعوة، لأنهن يتصورن أن معنى الالتزام وحضور الحلقة في المسجد -مسجد المدرسة- أو سماع الشريط يعني أن الفتاة سوف تتخلى عن كل مظهرٍ من مظاهر اهتمامها بنفسها، وهي لا تريد ذلك، فتقول: كل شيء إلا اهتمامي بمظهري فمن الذي قال: إنّ الإسلام يحول بينها وبين ذلك في حدود ما أباحه الله تعالى، وفي حدودِ ما ليس بحرام؟! فالمظهر مباح إذا كان ثوباً ليس زينة في نفسه وغير متطيبة فيه ولا تظهر به أمام الرجال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015