أيها الأحبة أيتها الأخوات كانت رموز الوطنية والتحرر والثقافة- زعموا- في معظم البلاد العربية، أمثال: هدى شعراوي، وأمينة السعيد، ونوال السعداوي والقائمة المعروفة، رموزاً في نظرهم يطبل لها الإعلام، وتتكلم عنها الصحافة، ويعتبرن رائدات في مجالهن.
أما في بلاد الجزيرة بالذات، فلا تزال المستغربات في العقل والشعور موضع ازدراء وسخرية من المجتمع- بحمد الله تعالى- فهن يكتبن في صحافتنا بكل تأكيد، ولكن على استحياء، وبشيء من الغموض! فإذا أرادت إحداهنَّ نقد الدين؛ عبرت بالطقوس، والتقاليد البالية، والسراب، ومخلفات القرون السابقة، ولكنها لا تستطيع أن تتكلَّم عن الدين هكذا صراحًا بواحًا.
وإذا أرادت نقد العلماء والدعاة؛ عبّرت عنهم بالمتطرفين والأصوليين، وأصحاب العنف وضيق الأفق أو أبعدت النجعة؛ فعبَّرت بالكهانة والكهنة!! وهنا يبرز مسئولية القادرات من أخواتنا وبناتنا، في وجوب وجود قيادات نسائية معروفة على كافة المستويات.
فلابد أن يوجد في المدرسة قيادات، وفي نطاق التعليم قيادات، وعلى مستوى البلد قيادات؛ بل وعلى مستوى الإقليم قيادات.
وهذا وإن كان واجبًا في كل بلاد الإسلام، إلا أنه في هذه البلاد أيسر وأسهل، فلا يزال الميدان مكشوفًا مفتوحًا لمن أراد.