الصلاة

الصلوات خمس وهي خمسون في الأجر، كما في صحيح البخاري، وفي حديث عبادة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، والحديث رواه أصحاب السنن وسنده صحيح: {خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من حافظ عليهن بركوعهن وخضوعهن وسجودهن وطهورهن، كان له عهد الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له} .

جاءه أعرابي فسأله عن الإسلام، فذكر له الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، فقال: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق} بل في رواية: {من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا} .

ليس هناك أحد من الصحابة ذكر في سيرته أنه صلى لله في ليلة ألف ركعة، ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان يصلي إحدى عشرة ركعة من الليل، وفي بعض الأحيان ثلاث عشرة ركعة، كان يصلي من الليل وينام كما قال الله: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل:2-5] .

كيف كان صلى الله عليه وسلم يُعِّلم الناس الصلاة؟ {جاءه رجل فصلَّى ثم سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ارجع فصلّ فإنك لم تصل ثلاث مرات وهو المسيء في صلاته، والحديث في الصحيحين- قال له: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني.

قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تعتدل جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها} .

هذه هي الصلاة في أوضح وأبسط وأجلى صورها، علمها النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل، بل إنه عليه الصلاة والسلام ذكر أنه من لم يحسن قراءة الفاتحة فليذكر الله تعالى ويقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلابالله.

وذلك إذا كان لا يستطيع أن يقرأ الفاتحة ولا يحسنها ولا يتعلمها.

وأذن للإنسان أن يصلي في كل مكان، فقال عليه الصلاة والسلام: {جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة صلى حيث كان} وكان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم متواضعاً، مبنياً بناءً بسيطاً بعيداً عن التكلف، وعن التشييد، وكانت أبوابه مشرعة -مفتوحة- حتى قال ابن عمر كما في صحيح البخاري: [[كانت الكلاب تقبل وتدبر]] وفي رواية: [[وتبول في مسجد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما كانوا يرشون شيئاً من ذلك]] لأنه إما أن الشمس تزيل هذا، أو لأنه لا يظهر أثر البول على مكان معين.

وقال صلى الله عليه وسلم بالنسبة للعاجز، كما في حديث عمران بن حصين وهو في الصحيح: {صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب} قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015