عندما دعاه عتبان -كما ذكرت لكم- وحبسه على خزيرة، وهذا ليس إنسانا عادياً، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من هم الملوك؟! ومن هم الرؤساء؟! ومن هم الأمراء؟! ومن هم السادة؟! ومن هم العباقرة؟! ومن هم القواد؟! ومن هم الأثرياء بالقياس إلى شخصية النبي صلى الله عليه آله وسلم؟! لا شيء، هم أقزام صغيرة ونقط ضعيفة، ومع ذلك هذا السيد صلى الله عليه وسلم يأتي إلى عتبان بن مالك فيحبسونه على خزيرة صنعوها له، ويقول صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: {لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إليَّ ذراع أو كراع لقبلت} تواضع لله، ويسر في الشخصية، وبُعدٌ عن التكلف، وكان عليه الصلاة والسلام يزور أصحابه، ويجالسهم ويضاحكهم، ولم يكن عنده شيء من التكلف في لباسه أو فراشه، فيلبس ما تيسر ويفترش ما تيسر بعيداً عن الأبهة والكبر.