خروج الدم من الصائم

ثالثاً: أن بعض الناس يظنون أن خروج الدم من الجرح ولو كان دماً يسيراً يفسد الصيام؛ بل بعضهم يظن أنه إذا جرح -حتى ولو لم يخرج الدم ولم يتجاوز موضع الجرح- يظنون أن ذلك يفسد الصيام، وهذا أيضاً غير صحيح، ولا دليل على ذلك، ولعل بعض الناس فهموا ذلك من مسألة الحجامة، وقاسوه عليها، والأمر مختلف؛ فإن هذا الجرح الذي أصاب الإنسان هو عن غير تعمد؛ بل قد يكون الجرح وقع عليه من غير قصد، فلا يؤثر؛ لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالقيء: {من استقاء عامداً فَلْيَقضِ، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه} والحديث رواه أبو داود والترمذي وهو حديث صحيح، كما قال ابن تيمية رحمه الله، وغيره من أهل العلم، فإذا تعمد الإنسان القيء بيده، بأصبعه، أو بشم شيء، تعمد ذلك من أجل أن يقيء، فهذا عليه القضاء، أما من ذرعه القيء وأصابه من غير قصد، سواء أكانت امرأة حاملاً أم كان رجلاً أم غير ذلك، أو شم روائح من غير قصد، فحصل منه القيء، فهذا عليه أن يخرج ما في فمه، وصومه صحيح، وهكذا الحال بالنسبة للدم، فحتى على القول بأن الحجامة وهي: إخراج الدم عن طريق المحجام أنها تفطر الصائم، فإن الجرح الذي يصيب الإنسان من غير قصد، ويكون الدم فيه يسيراً، وربما لا يتجاوز موضع الجرح، فإن ذلك لا يفطر الصائم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015