الجمع بين حديثي لا تزال طائفة من أمتي وبدأ الإسلام غريباً

Q فضيلة الشيخ: كيف نجمع بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة} وقوله صلى الله عليه وسلم: {بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ} ؟

صلى الله عليه وسلم الجمع يسير, ويحتمل وجهين: أ- الإسلام بدأ غريباً, ويعود غريباً، فإن نظرنا إلى الغربة بمعنى غربة مطلقة نهائية, فلا إشكال؛ لأننا عرفنا أنه في آخر الزمان يبعث الله ريحاً طيبة، فتقبض أرواح المؤمنين, ولا يبقى في الأرض من يقول: الله الله, لا يبقى إلا شرار الناس وعليهم تقوم الساعة, وهذه لا شك نهاية الغربة، لذلك جاء في حديث حذيفة وهو عند ابن ماجة وسنده صحيح، أنه صلى الله عليه وسلم قال: {يدرس الإسلام -يعني: في آخر الزمان يندرس وينمحي- كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى، ما صلاة، ولا زكاة، ولا صيام، ولا صدقة، ولا نسك، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، حتى لا يبقى في الأرض منه آية، ويبقى الشيخ الكبير والعجوز يقولون: لا إله إلا الله, أدركنا آباءنا يقولونها فنحن نقولها} , فقال صلة بن زفر لـ حذيفة: ما تنفعهم لا إله إلا الله؟! فأعرض عنه, فلما رددها عليه ثلاثاً, قال: يا صلة تنجيهم من النار؛ لأنهم لا يعرفون غيرها وذلك مبلغهم من العلم.

ب- فإن نظرنا إلى الغربة بمعنى قلة الأنصار والأعوان، وهذا الاحتمال الثاني, فهذا أيضاً لا إشكال فيه, فنعلم أن الإسلام بدأ برجل، لذلك قال بعض أهل العلم: الإسلام بدأ برجل وينتهي برجل, يعني في بداية العهد النبوي الرسول عليه الصلاة والسلام كان معه حر وعبد, أبو بكر وبلال، وخديجة وعلي , أربعة، بعضهم يقولون: مكثت يوماً أو يومين وأنا ربع الإسلام, يعني المسلمين أربعة وهو واحد منهم.

وفي آخر الزمان لا شك أن الطائفة المنصورة يقل أفرادها, ويضعف شأنهم حتى ينتهوا وذلك عن طريق الريح التي ذكرت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015