أحاديث الطائفة المنصورة مع أحاديث بقاء الجهاد

وفي إطار بقاء الجهاد المسلح في هذه الأمة، تأتي أحاديث الطائفة المنصورة, التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم بأنه {لا يزال في أمتي طائفة منصورة، قاهرة لعدوها، ظاهرة عليه، غالبة، لا يضرها من خذلها ولا من خالفها، إلا ما يصيبها من اللأواء والجهد، حتى يأتي أمر الله تعالى وهم ظاهرون على الناس} وفي بعض الطرق: {إلى يوم القيامة} , وفي بعضها: {إلى قيام الساعة} , وهذا الحديث متواتر.

وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عشرون حديثاً أو أكثر, كلها في هذا الإطار، ولذلك حكم العلماء بأنه حديث متواتر، فثبوته قطعيٌ لا شك فيه, وممن صرح بذلك الإمام ابن تيمية، والسيوطي والزبيدي، والكتاني، وغيرهم.

فهو حديث قطعي ثابت، وبالتالي فإن ما دل عليه من بقاء الطائفة المنصورة أمر ثابت، وهذا خبر يَسَرُ كل مؤمن.

خبره صلى الله عليه وسلم عن بقاء الجهاد المسلح، هو من باب الأولى، خبر عن بقاء ألوان الجهاد الأخرى, فإذا كنا نعلم أن الجهاد المسلح باقٍ في الأمة إلى قيام الساعة, علمنا من جراء ذلك أن أنواع الجهاد الأخرى باقية من باب الأولى, الجهاد بالدعوة، وبالتعليم، وبالتربية، وجهاد المنافقين، والجهاد السياسي، والجهاد المالي، والجهاد الاجتماعي, وألوان المجَاهَدات في الأمة باقية, فكأن النبي صلى الله عليه وسلم نبه بالأعلى على الأدنى, يعني: ما دام الجهاد بالسيف، وهو ذروة سنام الإسلام باقية إلى قيام الساعة, فمعناه أن ألوان المَجاهَدَات الأخرى باقية هي الأخرى إلى قيام الساعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015