هذه الطائفة المنصورة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي التي تقود حركة الجهاد في الأمة، في كافة الميادين, وترسم خطى المسلمين إلى هذا الجهاد، وإن لم يلزم أن تتفرد هذه الطائفة المنصورة بالجهاد دون غيرها, وفي حدث من الأحداث الكبرى, كأحداث الساعة التي يعيشها المسلمون اليوم, والمفاجآت التي لم تكن لهم، أو لكثير منهم في حساب, في كل أزمة سياسية أو عسكرية تمر بالمسلمين، يتلفت المسلمون وهم في حيرة لا يعلم مداها إلا الله, يريدون أن يصنعوا شيئاًَ، لكنهم بحاجة إلى قيادة تقول لهم: الطريق من هاهنا, فيتلفتون فلا يجدون إلا الطائفة المنصورة, هنا يتجلى زيف القيادات السياسية التي تتاجر بالشعارات، وتستخدم البهرج, والتهريج الإعلامي لخداع الناس وتضليلهم, فيوماً تعلن الجهاد، وآخر تعلن السلام, ويوم ثالث تقوم بحركات عشوائية هنا وهناك باسم العروبة، وأخرى باسم الإسلام، وأخرى أيضاً باسم القومية, فينكشف زيف هذه القيادات، وتتجلى حقائقها, وتفقد الأمة الثقة بها, وهذا يزيد من حيرتها فإذا بالطائفة المنصورة ترفع الراية وتقول للناس: الطريق من هاهنا.
لهذا دعت الحاجة إلى تمييز خصائص هذه الطائفة المنصورة ومعرفتها، حتى يلتف المسلمون حولها من جهة، وحتى يحرص كل مؤمن على أن يكون مشاركاً في هذا العمل الجليل، الذي تتصدى له الطائفة المنصورة، وأن يكون فرداً من أفرادها.