فالإنسان إذا اهتدى كان له شأن كبير وقدر عظيم عند الله عز وجل مهما رَخُصَ في نظر الناس، وقد هَبَّت الريح في يوم من الأيام فلَعِبَت بـ عبد الله بن مسعود، وكان قصير القامة نحيف الساقين، فضحك الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أتعجبون من دقة ساقيه؟ والله لهما في الميزان أثقل من جبل أحد} .
ثم إنك لا تدري في أي طعامك البركة، فما يدريك أن هذا الأعرابي الذي تحقره، أو هذا الفلاح الذي لا تقيم له وزناً، أو هذا العامي المشغول بتجارته، أو هذا الإنسان الساذج المغفل الذي لا تعبأ به، ما يدريك أن هذا الإنسان عظيمٌ عند الله، أو صادق القلب، أو مخلص النية، أو ذا دعوة مستجابة؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {ابغوني ضعفاءكم هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم بدعائهم واستنصارهم} .
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودَمِّر أعداءك أعداء الدين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم أكرمنا ولا تهنا، اللهم أعنا ولا تعن علينا، اللهم انصرنا على من بغى علينا.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم ارض عن صحابته وعن التابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين، وعنا معهم يا أرحم الراحمين.
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وراقبوه، واحذروا أسباب سخطه فإن طاعة الله تعالى وتقواه خير زاد.
والسلام عليكم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.