Q فضيلة الشيخ أنا أجزم أن الزواج هو الحل الوحيد لدرء المفاسد والمغريات، ولكن إذا رفض الوالدان بزواج الشاب، وهو في سن الواحدة والعشرين، فما نصيحتك في ذلك؟
صلى الله عليه وسلم في الحقيقة -يا إخوة- الشاب حين يشعر بأن قضية الزواج قضية حيوية ضرورية له، وأنها أساسية في حياته في مرحلة معينة، فإنه حينئذٍ يجب أن يتغلب على جميع العقبات التي تواجهه، عقبات اقتصادية، مشكلة البيت، مشكلة الوالدين، مشكلة البحث عن الزوجة، إلى آخر قائمة المشكلات التي يفترضها الكثيرون، الله عز وجل يقول: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:32] .
جميل جداً أن الشاب يفكر في الزواج، وهو في مثل هذا السن، أو قبل ذلك بقليل، أو بعده بقليل، ويبحث عن ذات الدين التي تُسبب عفافه وبعده عما حرم الله عز وجل وغض بصره عن المناظر المؤذية التي تواجهه في كل مكان، وإذا اقتنع الإنسان بهذا الأمر، فإن الرجل الجاد يستطيع أن يتغلب على المشكلات عن طريق التفكير فيها، وبإمكان الإنسان أن يُقنع والديه بكل وسيلة؛ فإن لم يستطع فيمكن أن يسلط عليهما من أهل العلم أو من الأقارب أو من الزملاء من يقنعهم بضرورة هذا الأمر، وأعرف كثيراً من الشباب واجهوا هذه المشكلة، وكان الأب يخيل إليه أن هذا الابن لا يزال صغيراً؛ لأنه يعرفه منذ الطفولة، فلا يُحس أنه كبر وأصبح رجلاً، فيخيل إليه أنه لا يزال صغيراً، ولذلك لا يقتنع بفكرة الزواج، لكن إذا رأى أنها ضرورة وأن الشاب ألح بها غَيّرَ رأيه.
أعرف كثيراً من الشباب واجهوا هذه المشكلة من والديهم، ثم خضع الوالدان لرغبة هذا الابن.