الضرر الثامن: أن هذه الأفلام هي قناةُُ خطيرة للتشبه بالمشركين والفجار في أقوالهم وأعمالهم، وكثيراً ما نجد من يقلد حركات المغنين والممثلين أو أصواتهم، أو يردد كلمات رُبما لا يفهم معناها، وأكثر من ذلك من يقتني صور الممثل الفلاني أو الممثلة الفلانية في جميع المناسبات، ويحتفظ بها في ألبوم! ويعتبرها من مقتنياته النفيسة التي يفاخر بها! وقد لوحظ أن هناك فئة ليست بالقليلة في الخليج -كما ذكرت بعض الإحصائيات والدراسات- تقوم بتقليد المغني المسمى " بوب مارلي " أو " مايكل جاكسون " أو غيرهم، في حركاتهم وأقوالهم وغير ذلك.
وما أكثر ما تشيع بين الفتيات مثلاً تسريحة معينة، أو زي معين، بسبب أن المغنية الفلانية أو الممثلة الفلانية ظهرت بهذا الزي، أو بهذه التسريحة! وهذا يجعل المجتمعات الإسلامية سوقاً حرة مفتوحة الأبواب على مصاريعها، لكل ما يأتي من تلك البلاد من عادات وتقاليد وتسريحات وتقليعات، وأزياء وأخلاقيات وغيرها، وكأن هذا المجتمع بلا أخلاق، بلا دين، بَلْ وَبِلا عادات! أيها الإخوة: أية مقاومة تلك المقاومة التي يمكن أن توجد في نفسية الشاب أو الفتاة حين يثور الصراع بين أمرين: -وأرجو أن ننتبه لذلك- الصراع بين تعليمات وتوجيهات إسلامية، تلقاها بصورة عادية من خلال المدرسة، أو من خلال البيت، بدون عناية، وبدون تشويق، وبدون استخدام للوسائل الجذابة المثيرة، وبصورة هي تقليدية في كثير من الأحيان، بل وبصورة ضعيفة؛ لأن الذي يوجهه هو الآخر يحتاج إلى من يوجهه إذ يثور الصراع بين هذه الموروثات والآثار الإسلامية من جهة، وبين هذا التيار الهائل من الأخلاق والعادات والتقاليد التي اكتسحته من خلال الأفلام المثيرة الموجهة والمؤثرة والمغرية من جهة أخرى؟! لاشك أن الحرب بهذه الصورة تنتهي غالباً بانتصار هذه التقاليد التي أتت من الغرب، لكن لا شك أن الإيمان يثور في النفوس، والدعوة باقية وقائمة، ولست بهذا أقول إن الشر يتغلب على الخير، كلاَّ! لكنني أعرض الصورة الواقعة، التي يمكن أن يتصورها كل واحد منا.