الضرر الثالث عشر: يتمثل في الأضرار الاجتماعية، كانفصام الروابط بين أفراد المجتمع والأسرة، والعقوق الاجتماعي وقطيعة الرحم، وزرع العداوات بين أفرد الأسرة الواحدة؛ فالأب يصور على أنه عدو لأولاده، والرجل يصور على أنه عدو للمرأة، والأولاد أيضاً يصورون على أنهم أعداء يتربصون الدوائر بآبائهم! ولا غرابة فهي تصور مجتمعات قد يكون واقعها قريباً من ذلك، ومثل ذلك ما يقع من تشويه مسألة تعدد الزوجات من خلال الأفلام والمسلسلات، فقد حدثني أفراد يتابعون هذه المسلسلات، أنه لا يكاد يعرض فيلم فيه قضية تعدد الزوجات، إلا وينتهي الفيلم بالفشل الذريع، والتهكم بهذا الإنسان الذي عدد، ومآل زواجه إلى الفشل ومشاكل اجتماعية واقتصادية، وهروب وإلى آخره! لماذا؟ لأنه تزوج اثنتين، لكن بالمقابل كل هذه الأفلام لا تُمانع في أن يقيم هذا الإنسان عشرات أو مئات العلاقات مع الحبيبات والعشيقات والخليلات، وهذا من الانتكاس الخطير، وهو يذكرني بطرفة رواها الشيخ عبد الحليم محمود -رحمه الله- شيخ الأزهر السابق، يقول: إنه في إحدى البلاد الإسلامية التي يمنع فيها تعدد الزوجات، تزوج رجل بامرأتين، ووضع كل واحدة منهما في منزل، فثارت خصومة بينه وبين أحد أصدقائه، فتوعده هذا الصديق بأنه سوف يرفع أمره إلى الجهات القضائية، وإلى الجهات المختصة، ويكشف هذه الجريمة "أقولها جريمة في نظرهم" التي ارتكبها هذا الإنسان، وهو أنه تزوج اثنتين، وفعلاً نفذ هذا الصديق القديم ما هدد به، وبلغ الجهات المختصة أن فلاناً عنده زوجتان، فثارت ثائرة هذه الجهات، وأجلبت بخيلها ورجلها، وصارت ترصد حركات هذا الإنسان وأنفاسه بصورة دقيقة، حتى قبض عليه فعلاً متلبساً بجرم مشهود، حيث كان يتردد على هذا البيت وذاك البيت، وأحضر وأجريت التحقيقات معه، ولكن كان الرجل ذكياً، فلما حققوا معه قال لهم: أنتم تعجلتم وأخذتموني بما لم أفعل، المرأة الأخرى ليست زوجة لي، وإنما هي عشيقة وصديقة، أتردد عليها لمجرد الصداقة! فقالوا له: فعلاً نحن أخطأنا وتعجلنا، وكان يجب أن نتأكد قبل أن نستدعيك، وقدموا له اعتذراً عما فعلو وأطلقوا سراحه!!!!