الفارق بين التلفاز والفيديو

ولا شك أن الفارق بين التلفاز وبين الفيديو كبير، وإن كانا من فصيلة واحدة.

فنحن نلاحظ مثلاً: أن اهتمام المُخرِجِين واهتمام الدُور التي تقبع وراء هذه الأعداد الهائلة من الأفلام والمسلسلات بأفلام الفيديو يزيد على اهتمامها بالتلفاز، وذلك من حيث الجاذبية وشد نظر المُشاهد، واستخدام وسائل التشويق والتلوين، وغير ذلك.

ثم إننا نجد أن الفيديو يكون على رغبة المُشاهد، فهو يشاهد ما يشاء من الأفلام، يختار من هذه البضائع الكاسدة ما يوافق مزاجه وذوقه دون أن يتدخل أحد في تحديد ما يمكن أن يشاهده هذا الإنسان، وكذلك هو يشاهد هذه الأفلام في أي وقت يشاء، دون أن يتدخل أحد في تحديد الوقت الذي يشاهد من خلاله هذه المسلسلات، وهو يستمر على مشاهدة هذا الفيلم حتى ينتهي، بخلاف ما يحدث في أجهزة التلفاز فإن وقت هذه المسلسلات محدود وهي تُعرض على فترات في كل يوم أو أسبوع بحسب طبيعة المسلسل أو الفيلم، يُعرض جزء من هذا الفيلم، قد يستغرق عشر دقائق أو أكثر أو أقل، ثم ينقطع إلى الفترة اللاحقة، وبذلك يضعف ارتباط المشاهد نسبياً بما يشاهده بالتلفاز، وربما لا يتمكن من متابعة جميع الحلقات الماضية، وربما تكون ظروفه النفسية مختلفة حين يشاهد الحلقة الثانية والثالثة من هذه المسلسلات مثلاً، إضافة إلى أن الرقابة على الفيديو أصعب منها على التلفاز، وإذا كان من الممكن أن يوجد رقابة قوية على جهاز التلفاز تتحكم في المادة المعروضة، سواءً أكانت هذه المادة تمثيليات ومسرحيات، أم كانت مادة ثقافية أم كانت أي مادة أخرى فإن الأمر أصعب بالنسبة للفيديو.

فإن الرقابة على هذه الأعداد الهائلة من الأفلام التي تُمطر الساحة بها تلك الدور، أمرٌ يحتاج إلى جهود جادة ومستمرة، وفي هذا من الصعوبة ما فيه بالقياس إلى الواقع الذي نعيشه، لا بالقياس إلى الواجب الذي يجب أن يكون، إضافة إلى سهولة تداول الأشرطة والأفلام في المدارس ومن خلال اللقاءات، وغير ذلك، لهذا نجد أن كثيراً من الناس قد أصبحوا يسمرون أعينهم أمام الفيديو على هذه الأفلام، وربما يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل، في حين أن كثيراً منهم قد اصبحوا لا يشاهدون التلفاز إلا قليلاً أو في مجالات محددة، لقد أخذ الفيديو كثيراً من مشاهدي التلفاز.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015