إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حديثي إليكم في هذه الليلة؛ هو حلقة ضمن سلسلة متصلة هي رسائل موجهة إلى أفراد متفرقين، وحديثنا هو بعنوان: (أخي رجل الأمن) .
وقبل أن أتحدث إلى رجل الأمن؛ أتحدث إليكم أنتم أيها الحضور، شاكراً ومقدراً، فإنه سرني وأبهجني ما جرى في المجلس السابق.
فعلى رغم أن المسجد يستقبل الدرس لأول ليلة؛ إلا أن انضباط الإخوة في المجيء والدخول في المسجد، ومواقف السيارات وغيرها، كان أمراً عجباً، على رغم أنه لا يوجد من ينظم ذلك أو يسعى في ترتيبها.
وما ذلك إلا دليل على مدى انضباط الإخوة وحرصهم وحسن تربيتهم، فجزاكم الله تعالى خيراً، وأسأل الله أن يثيبكم.
إن الكثيرين كانوا يظنون أن يحدث في المجلس السابق بعض الارتباك، ولكن الله تعالى سلم، ووفق وأعان وسدد، فالحمد لله تعالى على ذلك كثيراً.
ورقم هذا الدرس هو التسعون ضمن سلسلة الدروس العلمية العامة، ينعقد في جامع الذياب ببريدة في هذه الليلة، السادس والعشرين من ذي القعدة، من سنة ألف وأربعمائة وثلاث عشرة للهجرة.
أولاً: إنني لا أخاطب رجل الأمن في بلد معين؛ ولا مدينة خاصة؛ ولا قطر أو إقليم، ولكني أخاطب رجل الأمن حيثما كان، من بلاد الله تعالى الواسعة، في كل بلاد الإسلام، ولعل هذه من الحالات النادرة القليلة التي يخاطب فيها رجل الأمن.
فإن الناس عامتهم وخاصتهم في كثير من الأحيان تربوا على مجانبة هذا الميدان، وعدم التعرض له بشيء.
إنني أخاطب رجل الأمن في مصر والجزائر وتونس والسودان، وفي جميع الأصقاع والبقاع، وأخاطب رجل المرور، كما أخاطب رجل المباحث، كما أخاطب رجل الطوارئ، وجميع العاملين في أجهزة الأمن وقطاعاته.
لقد اعتاد الناس أن يسبوا هؤلاء ويتهموهم، لكن لعلهم ألا يسمعوا مني في هذه الليلة ما يسوؤهم، كما اعتاد الناس أن يلهجوا عليهم بالدعوات الحارة الصادقة ضدهم، ولعلهم أن يظفروا مني ومنكم في هذا المجلس العامر المبارك بدعوات تنفعهم في دينهم أو في دنياهم.