الأمر الثاني: وهو مرض يمكن أن أعبر عنه بالعواطف الخاصة, فيوجد مجموعة من الأصدقاء سواء كانوا طلاباً في الفصل، أو زملاء في الحي، أو في غير ذلك, فتجد من بين هذه الزمرة من الأصدقاء اثنين يوجد بينهما رباط خاص متين جداً, أقوى مما يوجد بين غيرهم من سائر أصدقائهم, وتجد بينهم من الهمسات والأسرار وجلوس بعضهم بجوار بعض, وركوب بعضهم مع بعض, إلى غير ذلك مما يوجد نوعاً من الحزازة في نفوس الآخرين, ولذلك مما ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في كتب الشمائل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان كل إنسان يأتي إليه يشعر بأنه من أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم, فكان يقبل بوجهه على جليسه ويحدثه ويباسطه ويسأله عن حاله, إلى غير ذلك مما هو موجود في كتب الشمائل, وهذا من حسن تأديب الرسول صلى الله عليه وسلم وتعليمه لأمته.
فعلى الإنسان أن يحرص على أن يكون هاشاً باشاً قريباً من كل أصدقائه, وأن لا يكثر من تمتين العلاقة مع أفراد بحيث يسبب ذلك نوعاً من التنافر عند الآخرين.