ما دام أننا قد علمنا أن المؤمنين أمة واحدة وحزب واحد -كما سبق- فيجب أن نعلم أنهم يتفاوتون مع ذلك فيما بينهم, في مقدار تقارب أرواحهم, أو تباعدها تفاوتاً بعيداً, ويختلف قدر محبة بعضهم لبعض اختلافاً كبيراً, ففي بعض الأحيان قد تلتقي بشخص تراه لأول مرة؛ فتحس بأن قلبك يحب هذا الشخص، حتى كأنك تعرفه منذ زمن بعيد, وفي أحيان أخرى تجد شخصاً نلتقي معه صباحاً ومساءً، وتشعر من قلبك بالازوِرَار عنه والتجافي عنه, مع أنهم كلهم مسلمون, وما ذلك إلا لأن مقدار التقارب أو التباعد؛ حتى في أرواح المؤمنين يتفاوت فيما بينهم تفاوتاً بعيداً, وهذا القرب الذي تحس به لبعض الأرواح وبعض القلوب وبعض الأشخاص, هو يدور في الغالب على مدى قرب هؤلاء الأشخاص من ربهم.