الولاء والبراء قائم على المحبة والبغض

إذاً: فمن أحب المسلمين فهو معهم, ومن أحب الكافرين والمنافقين والفاسقين فهو معهم في الدنيا والآخرة, قال الله تبارك وتعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات:22] , والمقصود بالأزواج في هذه الآية ليس الزوج بالمعنى المعروف أو الزوجة, كلا, لأن الله عز وجل ذكر لنا في القرآن الكريم أنه قد يكون الزوج صالحاً والزوجة غير ذلك, وقد يكون العكس كما في قصة زوجة فرعون وزوجة لوط وزوجة نوح , وغير ذلك من القصص المعروفة.

إنما المقصود بالأزواج هم الأشباه والنظراء، نظراء الإنسان في دينه وطريقه ومنهجه, وقال تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير:7] , أي: قرنت وحشرت مع أشباهها ونظرائها يوم القيامة.

إذاً من أحببته فاعلم أنك معه في الدنيا والآخرة, فإذا أحببت المؤمنين، فاعلم أنك معهم في الدنيا على الإيمان والعمل الصالح، وأنك محشور معهم إن شاء الله يوم القيامة, ومن أحب الكافرين أو المنافقين أو الفاسقين فشأنه وشأنهم كذلك.

هذه النقطة الأولى التي أحببت أن أجليها لكم في هذه المحاضرة, وهي باختصار أن الله عز وجل خلق الخلق متفاوتين في كل شيء, ومع ذلك جعل أرواحهم متقاربة أو متنافرة, فهي جنود مجندة, أرواح الطيبين والصالحين تحشر زمرة واحدة في الدنيا والآخرة, وأرواح الخبثاء والفاسدين كذلك, هذه هي النقطة الأولى التي أحب أن ننتبه إليها لنبني عليها النقطة الثانية التالية لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015