الاختصار في السؤال

فمن ذلك مثلاً: الاختصار في

Q وهذا أدب مهم؛ فإن الوقت كما تعلمون ثمين، وهو سريع التقضي، أبِيُّ التأتي، بطيء الرجوع، وكثير من الناس قد يكون إحساسه بمشكلته هو أكثر من إحساسه بوقت غيره؛ لذلك إذا أراد أن يتكلم في قضية أطال واستطرد في ذكر تفاصيل لا حاجة لها من قريب أو بعيد.

فمثلاً: إذا كان يريد أن يسأل عن قضية تتعلق بكونه هل يصوم الكفارة عن رجل مات معه وهو في حادث سيارة؟ مثلاً فإنه يبدأ يسرد تفاصيل لا تتعلق بالحكم ولا تؤثر فيه، من كونه في يوم كذا في شهر كذا، سافر من بلد كذا قاصداً بلد كذا ويذكر نوع السيارة، ثم يذكر أموراً كثيرة ليس لها أي تعلق بالسؤال، نعم هناك أشياء تتعلق بالسؤال مثل: هل فرط أم لم يفرط؟ هل يعتني بالسيارة أم لا يعتني؟ هل كان مسرعاً أم غير مسرع؟ هل كان مخطئاً أم غير مخطئ؟ كلها متعلقة بالحكم لا بأس من إيرادها، بل لابد منها لكن هناك أشياء لا تعلق لها بالحكم، فكونه مسافراً مثلاً من بريدة إلى الرياض، هذا لا يؤثر في الحكم، وكون السيارة أمريكية أو يابانية، هذا لا يؤثر في الحكم، إنما من باب الاستطراد، وبعض الناس يحب إيراد القصة على سبيل الرواية والحكاية، مع أن وقت الآخرين قد لا يتسع لسماع هذه التفاصيل التي لا فائدة منها.

وأحياناً يكون السؤال بالهاتف، فتجد السائل قبل أن يطرح سؤاله يسترسل بالسؤال عن الأحوال والحلال والعيال والأمور والصحة، وما أشبه ذلك مما لا جدوى منها، فلو تصورنا بعض مشايخنا مثلاً الذين عندهم أوقات مخصصة للسؤال، كما نجد لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين والشيخ عبد الله بن جبرين أو الشيخ صالح الفوزان أو غيرهم من المشايخ، الذين يخصصون أوقاتاً للفتوى قد يسألهم في اليوم الواحد ربما ألف سائل، فلو تصورت ألف واحد يقول: كيف حالك سماحة الشيخ؟ كيف الأحوال؟ كيف العيال؟ كيف الصحة والجيران؟ وكيف أنت مع الصيام؟ لوجدت أنه ضاع مع ذلك وقت ثمين جداً، وليس مثل وقتي أو وقتك، لا، بل هو وقت يعد أثمن من أوقات الآخرين، ولذلك فإن السائل يراعي أن يتكلم بالكلام الطيب مثل السلام مثلاً، وكيف حالكم، أو كيف أصبحتم، وكيف أمسيتم، ثم يطرح سؤاله.

إذاً: القضية الأولى التي لابد منها هي: مراعاة الاختصار والاقتصار على ما يتعلق بالسؤال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015